المنشآت النووية الإيرانية .. بين الطموح السلمي والاتهامات الدولية

منشآت نووية في إيران

منشآت نووية في إيران

تعد المنشآت النووية الإيرانية من الموضوعات الأكثر حساسية وتعقيدا على الساحة الدولية، حيث تثير تساؤلات حول أهداف إيران النووية وأثرها على الأمن الإقليمي والدولي.

ورغم التأكيدات المستمرة من قبل طهران بأنها تسعى لاستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، إلا أن هذه المنشآت تظل محورا للشكوك والقلق من وجهة النظر الدولية.

خاصة في ظل التوترات السياسية والصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

يعد تحليل تطور هذه المنشآت وأهدافها وأبعادها السياسية والاقتصادية أمرا بالغ الأهمية لفهم دورها في المشهد النووي العالمي وكيفية تأثيرها على الاستقرار الأمني في المنطقة والعالم.

المفاعلات النووية الرئيسية في إيران

المفاعلنوع الاستخدامتاريخ التشغيل أو الكشفالملاحظات
بوشهرتوليد كهرباء (طاقة نووية)بدأ العمل: 1992 (روسيا)أول مشروع نووي إيراني-روسي
فوردوأبحاث طبية وتخصيب (20%)كشف عنه: 2009منشأة تحت جبل، عالية الحماية
نطنزتخصيب اليورانيومأعيد تفعيله بعد 2003يضم أجهزة طرد مركزي حديثة
أصفهانتحويل اليورانيومبدأ بعد 2000ينتج الغاز والمعدن النووي
أراكإنتاج الماء الثقيلأعلن عنه: 2006يُنتج بلوتونيوم لاستخدامات عسكرية

النووي الإيراني

منشأة نطنز

تعد منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم واحدة من أبرز المنشآت النووية الإيرانية، وتعتبر محورية في تنفيذ البرنامج النووي الإيراني.

تقع المنشأة في منطقة نطنز التابعة لمحافظة أصفهان وسط إيران.

وقد أُنشئت بهدف تخصيب اليورانيوم إلى مستويات يمكن استخدامها في توليد الطاقة النووية وتشغيل المفاعلات.

تأسست المنشأة في عام 2000، وبدأت عملياتها بشكل فعلي في عام 2007.

لتصبح إحدى أكثر المنشآت النووية الإيرانية شهرة وأهمية في مجال تخصيب اليورانيوم.

تتمتع المنشأة بتجهيزات متطورة، حيث تتضمن مرافقها أجهزة طرد مركزي حديثة ومتطورة، التي تساهم في تخصيب اليورانيوم بكفاءة عالية.

كما شهدت المنشأة توسعات كبيرة على مدار السنوات، مما شمل إضافة منشآت تحت الأرض، وهي خطوة تهدف إلى حماية الأجهزة النووية من أي هجمات محتملة، سواء كانت تقليدية أو إلكترونية.

ومع أنشطة التخصيب المتواصلة، تعرضت المنشأة في عام 2010 لهجوم إلكتروني واسع النطاق، عُرف بـ “ستكسنت”، وهو هجوم استهدف أجهزة الطرد المركزي في المنشأة وأدى إلى تدمير العديد منها.

إلا أن إيران تمكنت من استعادة قدرتها التشغيلية بسرعة، مما يعكس مستوى متقدما من التصنيع والتطوير المحلي في مجال تكنولوجيا الطاقة النووية.

منذ انطلاق عملها، حققت منشأة نطنز تقدما ملحوظا في مسار تخصيب اليورانيوم، رغم الضغوط الدولية التي تواجهها إيران والعقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

وتعمل المنشأة على إنتاج يورانيوم مخصب بدرجات تتراوح بين 3.5% و20%، في حين يعتبر تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% المرحلة الأساسية في صناعة الأسلحة النووية.

تظل منشأة نطنز واحدة من أبرز النقاط التي تتابع عن كثب من قبل المجتمع الدولي، نظرا لما تمثله من أهمية استراتيجية في الساحة النووية الإقليمية والدولية.

منشأة نطنز

تخصيب اليورانيوم

منشأة فوردو

منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، الواقعة في منطقة قم وسط إيران.

تعتبر واحدة من أبرز المنشآت النووية الإيرانية التي أثارت الكثير من الجدل على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تم تشغيل المنشأة في عام 2011، واختير موقعها بعناية داخل الجبال لضمان حماية كبيرة ضد الهجمات العسكرية.

هذه الميزة جعلتها أحد المعاقل الاستراتيجية للبرنامج النووي الإيراني، حيث صُممت لتخصيب اليورانيوم بما يتناسب مع احتياجات إيران للطاقة النووية، وإن كانت الشكوك الدولية تزداد حول أهداف إيران النووية.

في البداية، أكدت إيران أن منشأة فوردو ستكون مخصصة لأغراض تخصيب اليورانيوم المدني فقط.

لكن، ومع مرور الوقت، أصبح من الواضح أن إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تصل إلى 20%.

في إطار الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران والقوى العالمية الكبرى (مجموعة 5+1: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا)، تم اتخاذ خطوات لتقييد أنشطة تخصيب اليورانيوم في فوردو، بما في ذلك إغلاق بعض أجهزة الطرد المركزي.

الولايات المتحدة تنفذ ضربة جوية على منشأة فوردو النووية الإيرانية

في فجر يوم الجمعة الموافق 27 حزيران 2025، شنّت القوات الأمريكية ضربة جوية استهدفت منشأة فوردو النووية الواقعة تحت الأرض قرب مدينة قم وسط إيران.

في خطوة تصعيدية خطيرة على صعيد التوترات النووية بين واشنطن وطهران.

وأكدت مصادر عسكرية أمريكية أن الغارة استهدفت أجزاء حساسة من المنشأة يعتقد أنها تستخدم في تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة.

من جانبها، أدانت إيران الضربة بشدة ووصفتها بالعدوان السافر على سيادة البلاد.

منشأة فوردو

مفاعل بوشهر

يعد مفاعل بوشهر النووي، الواقع في جنوب إيران على ساحل الخليج العربي، أول مفاعل نووي مدني في البلاد.

تم بناء هذا المفاعل من قبل شركات روسية، ويستخدم بشكل أساسي لتوليد الطاقة الكهربائية، مما يعكس طموحات إيران في مجال الطاقة النووية السلمية.

بدأ المفاعل العمل في عام 2011، ويعد هذا إنجازا كبيرا في مسيرة إيران النووية، مما يعزز قدرتها على إنتاج الطاقة بشكل مستقل ودون الاعتماد الكامل على مصادر الطاقة التقليدية.

ومع ذلك، وعلى الرغم من الأغراض السلمية المعلنة للمفاعل، فإن مفاعل بوشهر أثار العديد من القلق بين الدول الغربية وإسرائيل، الذين عبروا عن مخاوفهم من أن إيران قد تستخدم برنامجها النووي كواجهة لتطوير أسلحة نووية.

على الرغم من هذه المخاوف، أكدت إيران مرارا أن مفاعل بوشهر مخصص فقط للاستخدام السلمي، وأنه لا يملك القدرة على إنتاج البلوتونيوم القابل للاستخدام في الأسلحة النووية.

يعزى ذلك إلى تصميم المفاعل الذي يختلف عن تلك المفاعلات المستخدمة في إنتاج الوقود للأسلحة.

بالإضافة إلى أن إيران تستورد الوقود النووي اللازم لتشغيله من الخارج، مما يقلل من احتمال استخدامه في أغراض عسكرية.

على الرغم من الاستخدام السلمي للمفاعل، تعرض مفاعل بوشهر لعدة ضغوطات في السنوات الأخيرة نتيجة للتهديدات العسكرية المتواصلة من إسرائيل.

في حين أن مفاعل بوشهر ليس قادرا على إنتاج البلوتونيوم المطلوب للأسلحة النووية.

وقد تعرضت المنشأة لمخاطر خلال السنوات الماضية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية المحتملة التي استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية.

على الرغم من هذه التهديدات، لم يؤثر ذلك بشكل كبير على القدرة التشغيلية للمفاعل حتى الآن.

مفاعل بوشهر - منشآت نووية في إيران

التصنيفات الرئيسية للمنشآت النووية الإيرانية

التصنيف الرئيسيأمثلة رئيسيةملاحظات إضافية
مراكز البحث النوويجورغان، جابر بن حيان، درمند، شريف، بوناب، معلم كالايهتركز على الأبحاث والتطوير
مواقع تخصيب اليورانيومنطنز، فوردو، دارخوين، أردكان، راماندهتستخدم الطرد المركزي
المفاعلات النوويةبوشهر، فوردو، نطنز، أصفهان، أراكمنها للطاقة، ومنها للأبحاث والطب النووي
مناجم اليورانيومسغند، زاريغانمصدر خام اليورانيوم

اقرا ايضا: القادة الإيرانيون المستهدفون في العدوان الإسرائيلي على إيران

مفاعل أراك

مفاعل أراك للماء الثقيل، الواقع في مدينة أراك وسط إيران، يعد واحدا من أبرز المشاريع النووية الإيرانية التي أثارت جدلا كبيرا على المستوى الدولي.

تم تصميم المفاعل خصيصا لإنتاج نظائر مشعة تستخدم في التطبيقات الطبية والصناعية، مما يجعله جزءا من سعي إيران لتطوير برنامجها النووي السلمي.

لكن ما يثير القلق هو أن مفاعل أراك يستخدم الماء الثقيل كمبرد، وهو ما يمنحه القدرة على إنتاج البلوتونيوم، وهو العنصر الأساسي الذي يستخدم في صناعة الأسلحة النووية.

ورغم تأكيدات إيران بأنها تستخدم المفاعل لأغراض سلمية بحتة، فإن هذا المشروع كان ولا يزال محل شكوك من قبل الدول الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).

فالمخاوف تكمن في أن إنتاج البلوتونيوم في مفاعل أراك قد يمهد الطريق أمام إيران لتطوير الأسلحة النووية في المستقبل، وهو ما يشكل تهديدا للأمن النووي العالمي.

في إطار الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في 2015 بين إيران والدول الكبرى (مجموعة 5+1)، وافقت إيران على تعديل تصميم مفاعل أراك وإيقاف العمل به بصورة مؤقتة.

وذلك بهدف ضمان عدم استخدامه في إنتاج البلوتونيوم القابل للاستخدام في الأسلحة النووية.

وتضمنت الاتفاقية أيضا أن يتم استبدال مفاعل أراك بمفاعل آخر يعمل على إنتاج نظائر مشعة دون استخدام الماء الثقيل كمبرد، وهو ما يقلل من احتمالية إنتاج البلوتونيوم.

ورغم التعديلات المتفق عليها، لا تزال دول عدة تتابع عن كثب الأنشطة في مفاعل أراك، حيث يعتبرونه نقطة حساسة في البرنامج النووي الإيراني.

مفاعل أراك - منشآت نووية في إيران

مفاعل طهران للأبحاث النووية

مفاعل طهران للأبحاث النووية، الذي يقع في ضواحي العاصمة الإيرانية طهران، هو مفاعل بحثي يستخدم بشكل أساسي لإنتاج النظائر المشعة لأغراض طبية وصناعية.

بدأ تشغيل المفاعل في عام 1967 بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية في البداية، وهو يعتبر واحدا من أقدم المنشآت النووية الإيرانية.

يهدف المفاعل بشكل رئيسي إلى تلبية احتياجات إيران في مجالات الطب والصناعة، حيث يستخدم لإنتاج نظائر مشعة مهمة للعلاج الطبي ولأغراض صناعية أخرى.

وعلى الرغم من التأكيدات الإيرانية المستمرة بأن مفاعل طهران هو مفاعل مدني بحت، يظل المجتمع الدولي في حالة من القلق المستمر حيال إمكانية تحويل هذه المنشأة إلى مفاعل ذي أغراض عسكرية.

تكمن المخاوف في أن إيران قد تستخدم هذا المفاعل لإنتاج كميات من اليورانيوم المخصب أو مواد أخرى يمكن أن تستغل في تطوير الأسلحة النووية.

وقد خضع المفاعل لعمليات تفتيش دورية من قبل الوكالة لضمان امتثال إيران للمعايير الدولية.

مفاعل طهران للأبحاث النووية

منشأة أصفهان

منشأة أصفهان لإنتاج اليورانيوم المخصب، الواقعة في محافظة أصفهان وسط إيران، تعد واحدة من المنشآت النووية الإيرانية الأساسية التي تشارك في عملية تخصيب اليورانيوم.

تستخدم المنشأة المفاعلات النووية لاستخراج اليورانيوم المخصب، الذي يستخدم لاحقا في محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، فضلا عن استخداماته في مجالات البحث العلمي والطبي.

تصر إيران على أن الهدف من هذه المنشأة هو دعم الطاقة النووية السلمية، تظل المنشأة محط اهتمام دولي كبير.

منذ بداية تشغيل منشأة أصفهان، كانت محل مراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي.

في إطار اتفاقية “البرنامج النووي الإيراني” (الاتفاق النووي) التي تم توقيعها في 2015، وافقت إيران على فرض قيود على تخصيب اليورانيوم.

بما في ذلك تحديد نسبة التخصيب والمراقبة الدولية المستمرة على المنشآت النووية.

منشأة أصفهان

منشأة كرج

هي واحدة من المنشآت الرئيسة التابعة للبرنامج النووي الإيراني.

وتعد جزءا محوريا من شبكة المنشآت الإيرانية المخصصة لتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة الطرد المركزي.

تقع المنشأة في مدينة كرج بالقرب من طهران، وقد تم تطويرها لتوفير الوقود اللازم للمفاعلات النووية الإيرانية.

تعتبر منشأة كرج جزءا مهما في استراتيجيات إيران لتطوير قدراتها النووية.

حيث تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات مختلفة بما يتيح لإيران استخدامه في توليد الطاقة وتطبيقات أخرى.

ورغم أن إيران تصر على أن هذه المنشأة تستخدم لأغراض سلمية فقط، إلا أن وجودها في قلب البرنامج النووي الإيراني جعلها محط اهتمام دولي بالغ.

منشأة كرج لم تكن محصنة من التهديدات الإلكترونية، فقد تعرضت لعدة هجمات في الماضي.

من أبرزها الهجوم الشهير الذي وقع في 2010 باستخدام فيروس “ستكسنت”.

هذا الفيروس كان يستهدف أجهزة الطرد المركزي في المنشأة، مما ألحق بها أضرارا كبيرة في ذلك الوقت.

منشأة كرج - منشآت نووية في إيران

الأسئلة الشائعة

كم عدد المنشآت النووية في إيران؟

تمتلك إيران أكثر من 15 منشأة نووية معلنة، تشمل محطات للطاقة، ومراكز للأبحاث، ومرافق لتخصيب اليورانيوم والتخزين.

ما هي أبرز المنشآت النووية الإيرانية؟

من أبرز المنشآت: نطنز، فوردو، أراك، بوشهر، إصفهان، ومنشآت أصغر للأبحاث والتخصيب في مدن عدة.

هل جميع المنشآت النووية الإيرانية خاضعة لرقابة دولية؟

بعض المنشآت خاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن هناك اتهامات دولية بأن إيران تخفي بعض الأنشطة عن المفتشين.

ما هو الغرض المعلن من البرنامج النووي الإيراني؟

تقول إيران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية مثل إنتاج الطاقة والبحوث الطبية، بينما تشكك بعض الدول الغربية في هذا.

أين تقع منشأة فوردو النووية؟

تقع منشأة فوردو تحت الأرض قرب مدينة قم، وتعد واحدة من أكثر المنشآت تحصينًا في إيران.

ما طبيعة العمل في منشأة نطنز؟

منشأة نطنز هي المركز الرئيسي لتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة الطرد المركزي، وهي من أكثر المنشآت حساسية في البرنامج النووي الإيراني.

هل تمتلك إيران سلاحا نوويا؟

لا يوجد دليل معلن على أن إيران تمتلك سلاحا نوويا، لكن كثيرا من التقارير تشير إلى احتمال سعيها لتطويره.

مشاركة عبر:
Facebook
LinkedIn
X
WhatsApp
Telegram

اخبار مختارة

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي