سدود العراق
تعتبر السدود من المنشآت الحيوية التي تلعب دورا أساسيا في تأمين المياه وتنظيم تدفقها، فضلا عن تحسين القدرة على التحكم في الموارد المائية.
في العراق، الذي يعاني من نقص حاد في المياه بسبب الظروف المناخية والسياسية المعقدة، تشكل السدود أحد الحلول البارزة في مواجهة تحديات شح المياه.
لكن هذه السدود، رغم أهميتها الاستراتيجية، تواجه العديد من التحديات المتعلقة بالصيانة، والحروب، وأزمة المياه الإقليمية.
تاريخ وتطور السدود في العراق
بدأت مسيرة بناء السدود في العراق مع إنشاء سدة الهندية عام 1913 على نهر الفرات والذي يقع في جنوب مدينة المسيب التابعة لمحافظة بابل.
ثم تلا ذلك سدة الكوت في الثلاثينيات.
في الخمسينيات، تم بناء سد سامراء عام 1956، وسد دوكان عام 1959 في محافظة السليمانية بسعة تخزينية تبلغ 6.8 مليار متر مكعب.
استمرت هذه الجهود مع إنشاء سد الموصل عام 1986، الذي يُعتبر أكبر سد في العراق بسعة تخزينية تصل إلى 11.11 مليار متر مكعب.
بالإضافة إلى ذلك، هناك سدود قيد التنفيذ مثل سد بادوش بسعة 10 مليارات متر مكعب ويقع على نهر دجلة في الموصل شمال العراق.
وسد بخمة شمال شرق أربيل والذي لم يتم اكماله بعد، ويُعد من أكبر السدود بسعة تصل إلى 17 مليار متر مكعب.
عدد السدود في العراق
يضم العراق عددا كبيرا من السدود التي تلعب دورا حيويا في إدارة الموارد المائية، حيث تستخدم لتخزين المياه والري وتوليد الطاقة الكهرومائية والحد من مخاطر الفيضانات.
يبلغ عدد السدود في العراق أكثر من 20 سدا، وأشهرها سد الموصل، الذي يعد الأكبر في البلاد، وسد حديثة على نهر الفرات.
كما توجد سدود أخرى مثل دربندخان، ودكان، والعظيم، وهي تساهم في تأمين المياه للزراعة والشرب.
اقرا أيضا: محافظة بابل .. مدينة التاريخ والآثار
السدود على نهر الفرات في العراق
تسهم السدود المقامة على نهر الفرات في العراق في السيطرة على الفيضانات الموسمية وحماية المدن والبنية التحتية وتحقيق الاستقرار المائي في البلاد.
أبرزها سد حديثة وسد الثرثار وسدة الرمادي وسدة الفلوجة، وتستخدم هذه السدود لتنظيم تدفق المياه، وتخزينها لأغراض الري وتوليد الكهرباء.
يعود تاريخ إنشاء بعضها إلى أوائل القرن العشرين، مثل سدة الهندية التي افتتحت عام 1913، بينما تم بناء أخرى في فترات لاحقة مثل سد حديثة عام 1987.
وأدناه قائمة السدود على نهر الفرات في العراق:
ت | اسم السد | تاريخ الافتتاح | المحافظة |
1 | سدة الهندية | 1913 | محافظة بابل |
2 | سدة الرمادي | 1955 | محافظة الأنبار |
3 | سدة الفلوجة | 1985 | محافظة الأنبار |
4 | سد الثرثار | 1985 | محافظة الأنبار |
5 | سد حديثة | 1987 | محافظة الأنبار |
6 | سدة الكوفة | 1988 | محافظة بابل |
7 | سدة الشامية | 1988 | محافظة الديوانية |
السدود على نهر دجلة في العراق
يعود تاريخ إنشاء السدود المقامة على نهر دجلة في العراق إلى النصف الأول من القرن العشرين، مثل سدة الكوت التي افتتحت عام 1940، بينما تم بناء أخرى في فترات لاحقة، مثل سد الموصل الذي افتتح عام 1986.
وأدناه قائمة السدود على نهر دجلة في العراق:
ت | اسم السد | تاريخ الافتتاح | المحافظة |
1 | سدة الكوت | 1940 | محافظة واسط |
2 | سد سامراء | 1956 | محافظة صلاح الدين |
3 | سد دوكان | 1959 | محافظة السليمانية |
4 | سد دربندخان | 1961 | محافظة السليمانية |
5 | سد الدبس | 1965 | محافظة كركوك |
6 | سد ديالى | 1969 | محافظة ديالى |
7 | سد حمرين | 1981 | محافظة ديالى |
8 | سد الموصل | 1986 | محافظة نينوى |
9 | سد دهوك | 1988 | محافظة دهوك |
10 | سد العظيم | 2000 | محافظة ديالى |
11 | سد بالكانة | 2009 | محافظة كركوك |
12 | سد الوند | 2013 | محافظة ديالى |
سدود قيد الإنشاء أو يخطط لبنائها في العراق
اسم السد | المحافظة |
سد بادوش | نينوى |
سد مكحول | صلاح الدين |
سد بخمة | أربيل |
سد منداوه | أربيل |
سد باكرمان | نينوى |
سد خليكان | أربيل |
سد طق طق | كركوك |
سد باسرة | ديالى |
سد البغدادي | الأنبار |
سد تولساق | ديالى |
السدود الرئيسية في العراق
سد الموصل
يعتبر سد الموصل من أبرز المعالم الهندسية في العراق.
يقع السد على نهر دجلة، على بعد حوالي 50 كيلومترا شمال مدينة الموصل في محافظة نينوى.
تم افتتاحه عام 1986، ويعد أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط.
يبلغ طوله 3.2 كيلومترا وارتفاعه 131 مترا، ويحتجز خلفه بحيرة بسعة تخزينية تصل إلى 11.1 مليار متر مكعب من المياه.
يهدف السد إلى تحقيق عدة أغراض حيوية، أبرزها توليد الطاقة الكهرومائية، وتوفير المياه للري، بالإضافة إلى الحماية من الفيضانات.
تحتوي محطة توليد الكهرباء الرئيسية في السد على أربعة مولدات توربينية من نوع فرنسيس، بقدرة إجمالية تصل إلى 750 ميغاواط، ممّا يسهم في تزويد حوالي 1.7 مليون نسمة من سكان الموصل بالكهرباء.
من الناحية الجغرافية، يعتبر السد من النوع الترابي، بارتفاع 113 مترا وطول 3.4 كيلومترا، مع نواة طينية.
يحتوي السد على مفيض خدمة يتم التحكم فيه بواسطة خمس بوابات شعاعية، بقدرة تصريف قصوى تبلغ 13,000 متر مكعب في الثانية، بالإضافة إلى مفيض طوارئ بسعة 4,000 متر مكعب في الثانية.
منذ إنشائه، واجه السد تحديات تتعلق بالاستقرار البنيوي، نظرا لبنائه على أساس كارستي.
أدت هذه المخاوف إلى تنفيذ عمليات صيانة وتأهيل مستمرة، خاصة بعد عام 2003، لضمان سلامة السد واستمرارية عمله بكفاءة.
يعتبر سد الموصل مشروعا استراتيجيا ذا أهمية قصوى للعراق، نظرا لدوره المحوري في إدارة الموارد المائية وتوليد الطاقة، بالإضافة إلى مساهمته في حماية المناطق المحيطة من مخاطر الفيضانات.
سد حديثة
يعرف سد حديثة أيضا بسد القادسية، ويعد من أبرز المشاريع الهندسية في العراق.
يقع السد على نهر الفرات، على بعد 7 كيلومترات شمال مدينة حديثة في محافظة الأنبار.
يبلغ طوله حوالي 9 كيلومترات وارتفاعه 57 مترا، ممّا يجعله ثاني أكبر سد في البلاد من حيث الأهمية بعد سد الموصل.
بدأت أعمال بناء السد في عام 1977، بالتعاون مع شركات يوغوسلافية، واكتمل إنشاؤه في عام 1987.
يهدف السد إلى تحقيق عدة أغراض حيوية، أبرزها توليد الطاقة الكهرومائية، وتنظيم تدفق مياه نهر الفرات، وتوفير المياه لأغراض الري.
تحتوي محطة توليد الكهرباء في السد على ستة توربينات من نوع “كابلن”، بقدرة إجمالية تصل إلى 660 ميغاواط، ممّا يسهم بشكل كبير في تزويد الشبكة الوطنية بالطاقة الكهربائية.
يحتجز السد خلفه بحيرة القادسية، التي تبلغ سعتها التخزينية حوالي 8.3 مليار متر مكعب، وتغطي مساحة تصل إلى 500 كيلومتر مربع عند أقصى سعة.
تستخدم هذه المياه لتلبية احتياجات الري في المناطق الزراعية المحيطة، بالإضافة إلى دورها في السيطرة على الفيضانات المحتملة.
خلال العقود الماضية، شهد السد تحديات عدة، أبرزها انخفاض مناسيب المياه نتيجة التغيرات المناخية وقلة الأمطار، ممّا أثر على قدرته التخزينية.
ومع ذلك، أظهرت التقارير الحديثة تحسنا ملحوظا في مستويات المياه، ممّا يعزز من قدرة السد على أداء وظائفه الأساسية بكفاءة.
اقرا أيضا: النجف الاشرف .. ترابط الدين والتاريخ
سد دوكان
يعد سد دوكان من أبرز السدود في العراق، والمعروف أيضا بالكردية بـ”بەنداوی دووکان” .
يقع السد على نهر الزاب الصغير في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، على بعد حوالي 60 كيلومترا شمال غرب مدينة السليمانية وحوالي 100 كيلومتر من مدينة كركوك.
يتميز السد بتصميمه الخرساني المقوس، حيث يبلغ طوله 360 مترا وارتفاعه 116.5 مترا.
بدأت أعمال بناء السد في عام 1954 واكتملت في عام 1959، ليكون بذلك أول سد يتم إنشاؤه في العراق.
يهدف السد إلى تحقيق عدة أغراض، منها توفير المياه للري، وتوليد الطاقة الكهرومائية، بالإضافة إلى التحكم في الفيضانات.
تحتوي محطة توليد الكهرباء في السد على خمس توربينات من نوع “فرانسيس”، بقدرة إجمالية تصل إلى 400 ميغاواط، وقد أصبحت المحطة التشغيلية بالكامل في عام 1979.
يحتجز السد خلفه بحيرة دوكان، التي تُعتبر من أكبر البحيرات في إقليم كردستان، حيث تغطي مساحة تقارب 270 كيلومترا مربعا، بسعة تخزينية تصل إلى 6.97 مليار متر مكعب.
تستخدم مياه البحيرة لأغراض الري وتوليد الطاقة، كما تعد منطقة جذب سياحي بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة.
على مر السنين، شهد السد بعض التحديات المتعلقة بالصيانة والتشغيل، خاصة مع تقدم السنوات واحتياجه إلى أعمال صيانة دورية لضمان استمرارية كفاءته.
في عام 2007، أطلق البنك الدولي مشروعا بقيمة 40 مليون دولار لإجراء إصلاحات على سدي دوكان ودربندخان، بهدف تعزيز بنيتهما التحتية وضمان استمرارية عملهما بكفاءة.
سد دربندخان
يقع سد دربندخان في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، يعتبر من أهم السدود الحيوية في البلاد.
تم تشييده على نهر ديالى بالقرب من بلدة دربندخان، وبدأت أعمال البناء فيه عام 1956، ليكتمل ويدخل حيز التشغيل في 27 نوفمبر 1961.
يبلغ ارتفاع السد حوالي 128 مترا، وطوله عند القمة 445 مترا، مع عرض قاعدة يصل إلى 500 متر.
يهدف السد إلى تحقيق عدة أغراض، منها درء مخاطر الفيضانات، وتوفير مياه الري، وتوليد الطاقة الكهرومائية، بالإضافة إلى تعزيز الثروة السمكية وتطوير السياحة في المنطقة.
تصل السعة التخزينية الكلية لبحيرة السد إلى 3 مليارات متر مكعب، مع مساحة سطحية تقارب 114 كيلومترا مربعا عند المنسوب التشغيلي.
تحتوي محطة توليد الكهرباء في السد على ثلاث توربينات من نوع “فرانسيس”، بقدرة إجمالية تصل إلى 249 ميغاواط.
تم تشغيل هذه التوربينات في عام 1990 بعد استبدال المولدات الأصلية.
خلال السنوات الماضية، خضع السد لعدة عمليات صيانة وتأهيل، خاصة بعد تعرضه لأضرار نتيجة النزاعات المسلحة والتقادم.
في عام 2007، أطلق البنك الدولي مشروعا بقيمة 35.36 مليون دولار لإصلاح سدي دربندخان ودوكان، بهدف تعزيز بنيتهما التحتية وضمان استمرارية عملهما بكفاءة.
سد حمرين
يقع سد حمرين على نهر ديالى في محافظة ديالى شمال شرق العراق، على بعد حوالي 120 كيلومترا شمال شرق بغداد.
تم افتتاح السد في يونيو 1981 بهدف تنظيم تدفق نهر ديالى، والسيطرة على الفيضانات، وتوفير مياه الري لأكثر من 250,000 هكتار من الأراضي الزراعية.
بالإضافة إلى ذلك، يسهم السد في توليد الطاقة الكهرومائية بقدرة تصل إلى 50 ميغاواط.
يبلغ ارتفاع السد 40 مترا، وطوله عند القمة 3,360 مترا، مع عرض 8 أمتار.
تصل السعة التخزينية الكلية لبحيرة السد إلى 2.06 مليار متر مكعب، منها 2.04 مليار متر مكعب كخزن حي، وذلك عند منسوب 104 أمتار فوق مستوى سطح البحر.
يعتبر السد من النوع الركامي ذو لب طيني وقشرة حصوية، ويحتوي على مسيل مائي مجهز بخمس بوابات، عرض كل منها 10.6 مترا وارتفاعها 12.5 مترا، مع قدرة تصريف قصوى تصل إلى 6,800 متر مكعب في الثانية عند منسوب 107.5 مترا.
يسهم سد حمرين بشكل كبير في دعم القطاع الزراعي من خلال توفير مياه الري، كما يعد مصدرا مهما لتوليد الطاقة الكهربائية في المنطقة.
اقرا أيضا: الموصل .. التاريخ والمعالم
خريطة السدود في العراق
أهمية السدود في العراق
تلعب السدود في العراق دورا حيويا في إدارة الموارد المائية وتحقيق التنمية المستدامة.
فيما يلي بعض الأمثلة على الفوائد المستمدة من السدود العراقية:
الري والزراعة
تعتبر السدود مصدرا أساسيا لتأمين وتنظيم المياه اللازمة للري، ممّا يدعم القطاع الزراعي.
يساهم سد حمرين في توفير مياه الري لأكثر من 250,000 هكتار من الأراضي الزراعية في محافظة ديالى.
توليد الطاقة الكهرومائية
تسهم السدود في إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة.
يعد سد الموصل أكبر سد في العراق، بقدرة توليد تصل إلى 1,050 ميغاواط، ممّا يساهم بشكل كبير في تزويد الشبكة الوطنية بالطاقة.
الحماية من الفيضانات
تعمل السدود على التحكم في تدفق المياه خلال مواسم الأمطار الغزيرة، ممّا يحمي المناطق المحيطة من الفيضانات.
على سبيل المثال، يساهم سد دربندخان في السيطرة على فيضانات نهر ديالى وحماية المناطق السكنية والزراعية المجاورة.
تطوير الثروة السمكية
توفر البحيرات المتشكلة خلف السدود بيئات مناسبة لتربية الأسماك.
تعتبر بحيرة سد دوكان موطنا لأنواع مختلفة من الأسماك، ممّا يعزز من إنتاج الثروة السمكية في المنطقة.
تنشيط السياحة
تعد المناطق المحيطة ببحيرات السدود وجهات سياحية جذابة.
على سبيل المثال، أصبحت بحيرة سد دوكان مقصدا سياحيا شهيرا بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة والأنشطة الترفيهية المتاحة مثل السباحة وركوب القوارب.
الملاحة والنقل
تسهم بعض السدود في تسهيل حركة الملاحة النهرية.
على سبيل المثال، يعتبر سد الكوت على نهر دجلة ممرا مائيا مهما يسهل حركة النقل النهري في المنطقة.
التحديات المائية والتعاون الإقليمي
يواجه العراق تحديات مائية متعددة، أبرزها انخفاض كميات المياه الواردة من دول الجوار، وبناء سدود على الأنهار المشتركة.
على سبيل المثال، أدى بناء سد “شريف شاه” في إيران إلى تقليص كميات السيول المتدفقة نحو المناطق الحدودية العراقية بنسبة تصل إلى 70%.
في هذا السياق، أكد وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، في تصريح له عام 2024، أن العراق يمتلك طاقة خزنية كبيرة في سد الثرثار تصل إلى 40 مليار متر مكعب، مشيرا إلى عدم حاجة البلاد حاليا لبناء سدود جديدة على نهري دجلة والفرات.
من جانبه، أشار الخبير المائي عادل المختار إلى أن العراق بحاجة إلى إعادة النظر في سياساته الزراعية والمائية، نظرا لتأثير التغيرات المناخية وتزايد معدلات الجفاف.
مشاريع السدود الجديدة
أعلنت وزارة الموارد المائية في أكتوبر 2023 عن خطط لإنشاء 36 سدا لحصاد مياه الأمطار في مختلف المحافظات، بهدف مواجهة الجفاف وتعزيز الخزين المائي.
من بين هذه السدود، سد أبو طاكية في نينوى، وسد المساد في الأنبار، وسد الأبيض 2 في كربلاء.
اقرا أيضا: محافظات العراق