في تصعيد جديد يهدد استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، دخلت قضية الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود مرحلة حساسة، حيث أبدت إسرائيل تمسكًا مشددًا بالإفراج عنها وربطت هذا بالإذن بعودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.
لقد أسفرت هذه المواقف المتصلبة عن تصاعد التوترات بين تل أبيب وحركة حماس، في وقت كان الفلسطينيون ينتظرون الإفراج عن أكثر من 300 معتقل ومعتقلة بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه. وأبدت إسرائيل اعتراضًا على تسليم أربع مجندات محتجزات دون أن تشمل العملية الإفراج عن أربيل يهود، التي أصبحت تمثل حجر الزاوية في المفاوضات، حيث ترى إسرائيل أنها “المدنية الأنثى المتبقية” في غزة.
على ضوء هذه التطورات، شدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، على أن حماس “نقضت الاتفاق” ورفضت الالتزام بتعهداتها. بينما ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإفراج عن أربيل بعودة السكان الفلسطينيين إلى شمال غزة، مؤكدًا أن إسرائيل لن تسمح بعودة المدنيين الفلسطينيين إلا بعد إطلاق سراح الأسيرة.
أما حماس، فقد أكدت عبر الوسطاء أن أربيل يهود البالغة من العمر 29 عامًا، “بصحة جيدة” وأشارت إلى أن الإفراج عنها سيكون قريبًا، حيث يتم تحديد موعد الإفراج السبت المقبل. لكن، ورغم هذه التصريحات، سارعت إسرائيل إلى التشكيك في هذا الوعد، مطالبًا بتقديم “إثباتات ملموسة” قبل المضي في أي خطوة.
ويبرز الخلاف حول تصنيف أربيل يهود كعنصر “عسكري” أو “مدني”، حيث تصر إسرائيل على تصنيفها كمدنية بينما تعتبرها الفصائل الفلسطينية جزءًا من الجناح العسكري، وهو ما يزيد من تعقيد المفاوضات. ووفقًا لمصادر إعلامية، فإن أربيل قد تم تدريبها ضمن برنامج الفضاء العسكري الإسرائيلي، ما يعزز من موقف إسرائيل في هذا السياق.
من جانبها، أكدت الصحف الإسرائيلية أن الخلافات حول قائمة المحتجزات المطلوب الإفراج عنهن قد عرقلت الاتفاق، في وقت تشير فيه التوقعات إلى أن الأيام القادمة قد تشهد اختبارًا جديدًا للوساطات الدولية وقدرتها على منع انهيار الاتفاق.
وفي سياق متصل، أفادت قناة 12 العبرية بأن إسرائيل لجأت إلى الولايات المتحدة لضغط على الأطراف المعنية، حيث تم توجيه رسالة إلى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف من أجل ضمان إطلاق سراح أربيل في الأيام القليلة المقبلة.
وفيما يبقى مصير أربيل يهود معلقًا، تستمر الأوضاع على الأرض في قطاع غزة في حالة من التوتر، مع تزايد التحديات التي تواجه جهود الوساطة الدولية للحفاظ على استقرار اتفاق وقف إطلاق النار.