محمد الحلبوسي .. رئيس البرلمان العراقي لدورتين متتاليتين

محمد الحلبوسي

محمد الحلبوسي

محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب العراقي السابق، يعد من أبرز الشخصيات السياسية في العراق.

تولى رئاسة البرلمان في سبتمبر 2018، وأُعيد انتخابه في يناير 2022، ليصبح أول رئيس للبرلمان يفوز بدورتين متتاليتين منذ عام 2005.

في نوفمبر 2023، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا قرارا بإقالته من منصبه بتهمة “التزوير”، ممّا أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية.

مؤخرا، برأ القضاء العراقي الحلبوسي من هذه التهمة، ممّا يفتح أمامه الطريق للعودة إلى منصبه في الانتخابات المقبلة وفق المراقبين.

مولد ونشأة محمد الحلبوسي

ولد محمد ريكان حديد الحلبوسي الدليمي في 4 كانون الثاني 1981 في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار، العراق.

حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من الجامعة المستنصرية في عام 2002، ثم حصل على درجة الماجستير في الهندسة من نفس الجامعة في عام 2006.

كما حصل على شهادة “أوشا” (OSHA) للسلامة المهنية في الولايات المتحدة تحت إشراف وزارة العمل، بالإضافة إلى ذلك دبلوم في اللغة الإنجليزية من مركز التطوير بالجامعة المستنصرية.

كما نال شهادة التحكيم الهندسي من اتحاد المهندسين العرب.

بعد التخرج، أسس شركة “الحديد المحدود” التي نفذت مشاريع بنية تحتية في مدينة الفلوجة، أبرزها منظومة الصرف الصحي.​

اقرا أيضا: مدينة اربيل .. قلب كردستان العراق

محمد الحلبوسي

السيرة الذاتية لمحمد الحلبوسي

التصنيفالمعلومة
تاريخ الميلاد4 يناير 1981
مكان الولادةالكرمة – الأنبار – العراق
الشهادة الجامعيةبكالوريوس وماجستير هندسة مدنية – المستنصرية
تاريخ دخول البرلمان2014
رئاسة البرلمان الأولىسبتمبر 2018
إعادة الانتخابيناير 2022
الإقالة من المنصبنوفمبر 2023 (بقرار المحكمة الاتحادية)
التبرئة القضائيةأبريل 2025
تأسيس حزب تقدمعام 2020
أبرز المحافظات الداعمةالأنبار، نينوى، صلاح الدين

مسيرة محمد الحلبوسي السياسية

محمد الحلبوسي هو أحد أبرز الشخصيات السياسية العراقية التي أثبتت قدرتها على التأثير في الساحة السياسية.

بدأ مشواره السياسي في المجالس البلدية والمحلية في الأنبار، وكان عضوا نشطا في حزب الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية بقيادة رجل الأعمال جمال الكربولي.

وقد تميز بتصميمه وإرادته القوية التي دفعته للانتقال إلى الواجهة السياسية من خلال ائتلاف “متحدون” للإصلاح، ليحقق بذلك خطوة مهمة نحو الوصول إلى البرلمان.

في الانتخابات البرلمانية لعام 2014، فاز الحلبوسي بمقعد في البرلمان عن دائرة محافظة الأنبار، ليكون أحد الأوجه الشابة التي قدمت نفسها بثقة في الساحة السياسية.

بين عامي 2014 و2017، شغل الحلبوسي عضوية عدد من اللجان البرلمانية البارزة، مثل لجنتي حقوق الإنسان والمالية، ممّا ساعده على بناء سمعة قوية كمحارب من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في العراق.

وفي عام 2017، بعد أن تم إقالة صهيب الراوي من منصب محافظ الأنبار، تولى الحلبوسي هذا المنصب ليصبح أحد القيادات البارزة في المحافظة، ليكمل مسيرته السياسية في إدارة الشؤون المحلية بمهارة كبيرة، قبل أن يعود إلى البرلمان في الانتخابات التشريعية.

في سبتمبر 2018، انتخب الحلبوسي رئيسا للبرلمان، ليحقق رقما قياسيا ويصبح أصغر رئيس للبرلمان في تاريخ العراق، حيث كان عمره آنذاك 34 سنة.

في يناير 2022، تم انتخابه مجددا رئيسا للبرلمان بأغلبية ساحقة، ليُظهر بذلك قدرة استثنائية على إعادة بناء الثقة مع الناخبين والمشرعين.

محمد الحلبوسي وحزب تقدم

يعد محمد الحلبوسي أول شخصية تحتفظ بمنصب رئيس مجلس النواب لدورتين متتاليتين منذ عام 2005.

ويمثل الحلبوسي أحد أبرز الوجوه السنية في الساحة السياسية العراقية، وقد أسس حزب “تقدم” عام 2020.

الذي سرعان ما أصبح قوة سياسية مؤثرة في البرلمان العراقي.

يتميز حزب تقدم بطابعه المدني وبدعمه للتمثيل السني في الدولة العراقية، وحقق نتائج متقدمة في انتخابات 2021، متفوقا على أحزاب سنية تقليدية.

وقد واجه الحلبوسي تحديات سياسية وقضائية، أبرزها قرار المحكمة الاتحادية العليا بإنهاء عضويته في البرلمان أواخر 2023، على خلفية قضية تزوير تم إسقاطها لاحقا.

ومع ذلك، لا يزال حزب تقدم فاعلا في المشهد السياسي العراقي، خاصة في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين.

دور محمد الحلبوسي في مجلس النواب

كان لمحمد الحبوسي دور بارز في تنظيم عمل مجلس النواب العراقي وتعزيز دوره كمؤسسة تشريعية.

عمل على تحسين أساليب العمل داخل المجلس، حيث أطلق العديد من المبادرات التي هدفت إلى تطوير القوانين العراقية بما يتماشى مع التحديات الحديثة التي يواجهها العراق.

كما كان له دور كبير في التصدي للأزمات السياسية والاقتصادية التي كانت تهدد استقرار الدولة العراقية.

كما شهدت فترة رئاسته لمجلس النواب العديد من الإصلاحات التشريعية التي هدفت إلى تطوير النظام السياسي في العراق.

اقرا أيضا: البنك المركزي العراقي والمصارف العراقية

محمد الحلبوسي

سيرة محمد الحلبوسي في أرقام

الانتخابات البرلمانية

2014: فاز بمقعد في مجلس النواب العراقي عن محافظة الأنبار، ليبدأ مسيرته البرلمانية.​

2018: أعيد انتخابه، وتم اختياره رئيسا لمجلس النواب في 15 سبتمبر 2018، بأغلبية 169 صوتا من أصل 298.​

2021: قاد تحالف “تقدم” الذي حصل على 38 مقعدا، ممّا جعله ثاني أكبر كتلة بعد التيار الصدري. ​

2022: أُعيد انتخابه رئيسا للبرلمان بأغلبية 200 صوتا من أصل 228.

الإنجازات التشريعية

2014–2017: شغل عضوية لجنتي حقوق الإنسان والمالية، ثم ترأس اللجنة المالية، ممّا مكّنه من التأثير في السياسات الاقتصادية.​

2018–2023: خلال رئاسته للبرلمان، ساهم في تمرير قوانين مهمة، بما في ذلك تعديلات على قانون الانتخابات، وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.​

الزيارات الدولية

ديسمبر 2024: زار الولايات المتحدة والتقى بمسؤولين في الكونغرس الأمريكي، لبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة. ​

أبريل 2022: زار إيران والتقى بالرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية. ​

زيارات أخرى: شملت زياراته دولا مثل تركيا، فرنسا، وصربيا، حيث التقى بقادة هذه الدول لتعزيز التعاون البرلماني والدبلوماسي.

​سبب إقالة محمد الحلبوسي من البرلمان

في 14 نوفمبر 2023، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق قرارا بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب آنذاك، محمد الحلبوسي، بناء على دعوى “تزوير” تقدم بها النائب ليث الدليمي.​

تفاصيل القضية:

الادعاء: اتهم الدليمي الحلبوسي بتزوير تاريخ طلب استقالة باسمه، حيث زُعم أن الحلبوسي استخدم ورقة بيضاء موقعة من الدليمي دون تاريخ، وأدرج عليها تاريخا لاحقا لإنهاء عضويته كنائب في يناير 2023. ​

قرار المحكمة

اعتبرت المحكمة أن الحلبوسي ارتكب مخالفة دستورية من خلال إجبار أحد أعضاء كتلته على توقيع استقالة مسبقة دون تاريخ، واستخدامها لاحقا لإنهاء عضويته، ممّا يشكل تزويرا. ​

النتيجة

بناء على هذه الاتهامات، قررت المحكمة الاتحادية العليا إنهاء عضوية الحلبوسي في مجلس النواب، واعتبرت القرار “باتا وملزما” لجميع السلطات، ولا يمكن الطعن فيه. ​

التطورات اللاحقة:

في أبريل 2025، برّأ القضاء العراقي محمد الحلبوسي من تهمة التزوير، حيث أصدرت المحاكم المختصة قراراتها بردّ الشكاوى وإلغاء التهم وغلق التحقيق، وتمت مصادقة هذه القرارات من محكمة التمييز الاتحادية واكتسبت الدرجة القطعية. ​

في الوقت الحالي، يشغل محمود المشهداني منصب رئيس مجلس النواب العراقي، بعد انتخابه في أكتوبر 2024، منهيا فراغا استمر قرابة عام في هذا المنصب.​

أبرز قرارات المحكمة الاتحادية بشأن الحلبوسي

التاريخالقرارالجهة صاحبة الدعوىالنتيجة
يناير 2023استقالة مزعومة للنائب الدليميليث الدليميرفض الاستقالة لاحقا
نوفمبر 2023إنهاء عضوية الحلبوسيالمحكمة الاتحادية العلياقرار نهائي
أبريل 2025تبرئة من التهمةالقضاء العراقيبراءة نهائية

أبرز إنجازات محمد الحبوسي

تعزيز النظام التشريعي

عمل الحلبوسي على تحسين عمل البرلمان العراقي من خلال تنظيم الجلسات البرلمانية وتفعيل دور اللجان البرلمانية في دراسة القوانين ومناقشتها بشكل أكثر دقة.

كما سعى إلى تحسين التنسيق بين مختلف الكتل السياسية، ممّا ساعد في تمرير العديد من القوانين الهامة التي تهم الشعب العراقي.​

مكافحة الفساد

منذ توليه رئاسة البرلمان، أصبح الحلبوسي من أبرز القادة الذين عملوا على محاربة الفساد في العراق.

ساهم في دعم العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الشفافية في العمل الحكومي والبرلماني، وكان له دور كبير في دعم القوانين التي تعزز من الرقابة على المال العام وتمنع استغلال السلطة.​

تحسين العلاقات الدولية

على الرغم من التحديات الداخلية، عمل الحلبوسي على تحسين العلاقات بين العراق والدول الأخرى، خاصة في المجال الاقتصادي والسياسي.

زار العديد من الدول العربية والأجنبية لتعزيز التعاون مع العراق على مختلف الأصعدة.

كما كان له دور كبير في تعزيز الحوار بين مختلف الكتل السياسية العراقية، ممّا ساهم في تقوية الجبهة الداخلية.​

إصلاح النظام الانتخابي

سعى الحلبوسي خلال فترة رئاسته إلى تحسين النظام الانتخابي العراقي من خلال إقرار العديد من التعديلات على قانون الانتخابات، بهدف زيادة الشفافية وتعزيز المشاركة الشعبية في الانتخابات.

ساعدت هذه التعديلات في زيادة الوعي السياسي لدى المواطنين، ممّا أسهم في تعزيز المشاركة الشعبية في العملية السياسية.​

دعم الانتخابات المبكرة

في سبتمبر 2024، أكد الحلبوسي في لقاء متلفز أن الانتخابات المبكرة ستجرى في أبريل أو مايو 2025، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات أصبحت ملزمة وفقًا للمنهاج الوزاري الذي صوّت عليه البرلمان. ​

تطوير التحالفات السياسية

قاد الحلبوسي تحالف “تقدم”، الذي ضم عدة كيانات سياسية، وحقق نجاجا في الانتخابات التشريعية لعام 2021.

كذلك ساهم هذا التحالف في تعزيز دوره السياسي وزيادة تأثيره في المشهد السياسي العراقي.

اقرا أيضا: خارطة طريق التنمية في العراق .. وثلاثية تحديات النفط والفقر والفساد

مشاركة عبر:
Facebook
LinkedIn
X
WhatsApp
Telegram

اخبار مختارة

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي