الموصل .. التاريخ والمعالم

الموصل

محافظة نينوى

محافظة نينوى، الواقعة في شمال العراق، تعد من أبرز المحافظات العراقية من حيث التاريخ والحضارة والتنوع الثقافي. 

تعتبر مدينة الموصل مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وتبعد عنها حوالي 400 كيلومتر. 

أم الربيعين

تشتهر مدينة الموصل بألقاب عدة، منها “الحدباء” نسبة إلى منارة الجامع النوري المائلة، و”أم الربيعين” لاعتدال مناخها في فصلي الربيع والخريف.

موقع الموصل

موقع محافظة نينوى

تقع محافظة نينوى في شمال غرب العراق، وتعد من أكبر المحافظات العراقية من حيث المساحة والتعداد السكاني. 

يحدها من الغرب سوريا، ممّا يجعلها نقطة اتصال جغرافية مهمة بين العراق وسوريا. 

تتميز نينوى بتنوع تضاريسها، حيث تضم سهولا خصبة مثل سهل نينوى، بالإضافة إلى مناطق جبلية في الشمال والشرق. 

يمر نهر دجلة عبر مدينة الموصل، مركز المحافظة، ممّا يضفي عليها أهمية زراعية واقتصادية. 

هذا الموقع الجغرافي المتميز جعل من نينوى مركزا حضاريا وتاريخيا عبر العصور، حيث كانت موطنا لحضارات قديمة مثل الآشورية، وتضم مواقع أثرية بارزة مثل مدينة الحضر. 

كما أن قربها من الحدود الدولية أسهم في تنوعها الثقافي والعرقي، حيث تعايشت فيها مجموعات سكانية متنوعة، ممّا أثرى تراثها الثقافي وجعلها منطقة ذات أهمية استراتيجية على مر التاريخ.

اقرا أيضا: محافظة بابل .. مدينة التاريخ والآثار

الموصل

مساحة نينوى

مساحة الموصل

تتفاوت التقديرات حول مساحة محافظة نينوى في شمال العراق. 

وفقا للجهاز المركزي للإحصاء العراقي، تبلغ مساحة المحافظة حوالي 33,313 كيلومتر مربع، ما يمثل 8.6% من إجمالي مساحة العراق. 

 من ناحية أخرى، تشير مصادر أخرى إلى أن مساحة نينوى تصل إلى 37,323 كيلومتر مربع. 

تجدر الإشارة إلى أن هذه الاختلافات قد تعود إلى تغييرات إدارية أو اختلافات في طرق القياس المستخدمة.

تاريخ الموصل

تعد مدينة الموصل، الواقعة شمال العراق على ضفاف نهر دجلة، من أقدم المدن في التاريخ، حيث يمتد تاريخها إلى آلاف السنين. 

كانت الموصل مركزا حضاريا وتجاريا مهما، وشهدت تعاقب العديد من الحضارات والإمبراطوريات التي تركت بصماتها على ثقافتها ومعمارها.

في العصور القديمة، كانت المنطقة المحيطة بالموصل جزءا من الإمبراطورية الآشورية، وكانت مدينة نينوى، الواقعة في الجانب الأيسر من الموصل الحالية، عاصمة لهذه الإمبراطورية. 

بعد سقوط نينوى في عام 612 ق.م، تعرضت المنطقة لعدة غزوات، بما في ذلك الفتح الفارسي والهيليني.

مع الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، أصبحت الموصل جزءا من الدولة الإسلامية. 

شهدت المدينة تطورا ملحوظا في العهد الأموي، حيث قام الولاة بتوسيعها وتحصينها، ممّا جعلها مركزا إداريا وتجاريا مهما. 

واستمرت الموصل في الازدهار في العهد العباسي، وأصبحت مركزا للعلم والثقافة، حيث نبغ فيها علماء ومفكرون في مختلف المجالات.

في القرون اللاحقة، خضعت الموصل لحكم عدة دول وإمبراطوريات، بما في ذلك السلاجقة والأتابكة. 

تعرضت المدينة في القرن الثالث عشر الميلادي لغزو المغول، ممّا أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها. 

لاحقا، أصبحت الموصل جزءا من الدولة العثمانية في القرن السادس عشر، واستمرت تحت حكمهم حتى أوائل القرن العشرين.

بعد الحرب العالمية الأولى، ومع تأسيس الدولة العراقية الحديثة، أُلحقت الموصل بالعراق في عام 1926 بعد توقيع معاهدة أنقرة. 

شهدت المدينة في العقود التالية تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية، وأصبحت مركزا صناعيا وثقافيا مهما في العراق.

في عام 2014، سقطت الموصل بيد تنظيم داعش، ممّا أدى إلى فترة من الاضطرابات والدمار. 

وفي عام 2017، تم تحرير المدينة، وبدأت جهود إعادة الإعمار لإعادة الحياة إلى طبيعتها.

عدد سكان الموصل 2024

عدد سكان الموصل

تعد الموصل ثاني أكبر مدن العراق بعد بغداد، حيث بلغ عدد سكانها حوالي 1,400,000 نسمة وفقا لتقديرات عام 2003. 

وفي عام 2018، قدر عدد سكان المدينة بحوالي 3,182,000 نسمة، بينما يصل العدد الإجمالي للسكان مع النواحي التابعة لقضاء الموصل إلى أكثر من 3.5 مليون نسمة. 

تنقسم الموصل إلى جانبين رئيسيين يفصلهما نهر دجلة:

الجانب الأيمن (الغربي): يشكل حوالي 40% من سكان المدينة، أي ما يقارب 1.4 مليون نسمة.

الجانب الأيسر (الشرقي): يشكل حوالي 60% من السكان، أي ما يقارب 1.6 مليون نسمة.

يتوزع سكان الموصل على أكثر من 100 حي وزقاق، ممّا يعكس التنوع الاجتماعي والثقافي في المدينة.

خريطة الموصل

معالم مدينة الموصل

جامع النوري الكبير

جامع النوري الكبير

يعد جامع النوري الكبير في مدينة الموصل من أبرز المعالم التاريخية والدينية في العراق، حيث يجسد إرثا معماريا وثقافيا يمتد لقرون. 

بني في عام 1173م على يد القائد نور الدين زنكي، ويعتبر ثاني أقدم جامع في الموصل بعد الجامع الأموي.

من أبرز معالم الجامع مئذنته الشهيرة “الحدباء”، التي تتميز بانحناء طفيف نحو الشرق، ممّا جعلها رمزا للمدينة. 

تعد هذه المئذنة من أعلى المآذن في العالم، حيث يبلغ ارتفاعها نحو 45 مترا، وتتميز بتصميمها الفريد الذي يتكون من سبعة أقسام زخرفية على شكل حلقات مزخرفة بأشكال هندسية معقدة وزخارف إسلامية متنوعة.

تعرض الجامع لأضرار جسيمة خلال فترة الاحتلال المغولي عام 1258م، حيث خضع لعدة محاولات للترميم والصيانة. 

وفي عام 2017، تعرض الجامع ومنارته للتدمير على يد تنظيم داعش الإرهابي، ممّا أثار صدمة وغضبا في الأوساط المحلية والدولية.

في إطار جهود إعادة الإعمار، اطلق مشروع “إحياء روح الموصل” بالتعاون مع منظمة اليونسكو، بهدف إعادة بناء الجامع ومئذنته. 

يتوقع أن يستمر العمل في إعادة بناء الجامع لمدة خمس سنوات، حيث يهدف المشروع إلى استعادة المعالم التاريخية والثقافية للموصل، وتعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء لدى سكان المدينة. 

يعتبر هذا المشروع خطوة مهمة نحو إعادة بناء المدينة القديمة وحياتها الثقافية، وتعزيز نظامها التعليمي.

المنارة الحدباء

منارة الحدباء

منارة الحدباء

منارة الحدباء، إحدى أبرز معالم مدينة الموصل التاريخية، تعود إلى عام 1172م، حيث أمر القائد نور الدين زنكي ببنائها كجزء من جامع النوري الكبير. 

تتميز المنارة بارتفاعها الذي يصل إلى 45 مترا، وانحنائها المميز نحو الشرق، ممّا جعلها رمزا للمدينة.

خلال معركة تحرير الموصل عام 2017، تعرضت المنارة للتدمير على يد تنظيم داعش الإرهابي، ممّا أثار صدمة وحزنا عميقا في نفوس سكان المدينة والمجتمع الدولي. 

بعد التحرير، بدأت جهود إعادة الإعمار، بمبلغ 50 مليون دولار لإعادة بناء المنارة والجامع.

في نوفمبر 2024، أعلنت منظمة اليونسكو عن اكتمال أعمال إعادة بناء منارة الحدباء، حيث تم استخدام مواد مشابهة لتلك الأصلية، مع الحفاظ على الطابع المعماري المميز. 

أصبحت المنارة الآن قبلة للسياح والباحثين، وتجسد روح العمارة الإسلامية العربية.

اقرا أيضا: العراق.. مهد الحضارات ومنبع التاريخ

متحف الموصل

متحف الموصل

متحف الموصل هو ثاني أكبر متحف في العراق بعد المتحف العراقي في بغداد.

تأسس عام 1952، ويعد من أبرز المعالم الثقافية في مدينة الموصل. 

يضم المتحف مجموعات غنية من القطع الأثرية التي تعكس تاريخ المنطقة، بدءا من عصور ما قبل التاريخ وصولا إلى العصور الإسلامية.

في عام 2015، تعرض المتحف لعملية تدمير ممنهجة على يد تنظيم داعش الإرهابي، حيث تم تحطيم العديد من القطع الأثرية القيمة. 

ومع ذلك، تم نقل العديد من القطع الأصلية إلى المتحف العراقي في بغداد قبل هذه الأحداث، ممّا ساهم في الحفاظ على جزء كبير من التراث الثقافي.

بعد تحرير مدينة الموصل في عام 2017، بدأت جهود إعادة تأهيل المتحف بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية. 

في عام 2018، التزمت منظمة “ألف” بحوالي 1.5 مليون دولار لإعادة تأهيل المتحف، بالتعاون مع متحف اللوفر ومؤسسة سميثسونيان والهيئة العامة للآثار والتراث في العراق. 

شملت هذه الجهود تثبيت المبنى وحماية المقتنيات، بالإضافة إلى ترميم القطع الأثرية المتضررة. 

في يوليو 2020، أعيد افتتاح متحف الموصل، وذلك بعد سنوات من التدمير والترميم. 

يعتبر هذا الافتتاح خطوة مهمة نحو استعادة الهوية الثقافية للمدينة وتعزيز السياحة الثقافية في المنطقة.

يعد المتحف اليوم مركزا ثقافيا حيويا، حيث ينظم فيه معارض وفعاليات ثقافية تعكس غنى وتنوع التراث العراقي. 

يسهم المتحف في تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي لدى الأجيال الجديدة، ويعتبر مقصدا للباحثين والسياح الراغبين في استكشاف تاريخ المنطقة.

قلعة باشطابيا

قلعة باشطابيا

تقع قلعة باشطابيا في مدينة الموصل على ضفة نهر دجلة اليسرى، وتعد من أبرز المعالم التاريخية في المدينة. 

تعود تسميتها إلى اللغة التركية، حيث تعني “القلعة الرئيسية”، نظرا لموقعها الاستراتيجي على أعلى نقطة في الموصل القديمة، بارتفاع 75 قدما عن مستوى سطح البحر من جهة اليابسة و150 قدما من جهة النهر.

تأسست القلعة في القرن الثاني الهجري (القرن الثامن الميلادي) على يد الخليفة مروان بن محمد. 

مرت القلعة بتجديدات وتدميرات عدة عبر العصور، حيث تعرضت للهدم على يد البساسيري عام 450هـ، وأُعيد إعمارها في عهد الدولة الأتابكية عام 474هـ. 

كما هدمت في حملات هولاكو عام 660هـ وتيمورلنك عام 726هـ، وأُعيد إعمارها في العهد العثماني عام 1625م.

تعتبر قلعة باشطابيا جزءا من سور الموصل، وتعد من المعالم الأصيلة التي تمثل هوية المدينة. 

كانت تزدحم بالسياح من داخل العراق وخارجه. 

تعرضت القلعة لأضرار كبيرة نتيجة العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة، ممّا أدى إلى تدهور حالتها.

في السنوات الأخيرة، بدأت جهود لإعادة تأهيل القلعة، حيث أُعيد ترميمها في عام 2021، واعيد افتتاحها أمام الزوار. 

تعد القلعة اليوم وجهة سياحية مهمة، حيث يمكن للزوار استكشاف الأبراج والجدران القوية، والتجول في باحاتها، والاستمتاع بالمناظر الخلابة للمدينة المحيطة.

جامع النبي يونس

جامع النبي يونس

يعد جامع النبي يونس من أبرز المعالم التاريخية والدينية في مدينة الموصل، حيث يقع على السفح الغربي لتل التوبة، المعروف أيضا بتل النبي يونس. 

يتميز الجامع بموقعه المرتفع الذي يتيح إطلالة بانورامية على المدينة، ممّا يضفي عليه طابعا مميزا.

تعود أصول الجامع إلى القرن الرابع الهجري، حيث يعتقد أنه بني في عهد الخليفة العباسي المعتضد بالله عام 279 هـ. 

وقد مر الجامع بعدة مراحل من الترميم والتوسعة على مر العصور، ممّا أضاف إلى جماله المعماري. 

من أبرز معالمه منارته المبنية من حجر الحلان الأسمر، التي شيدت عام 1341 هـ (1922م)، وتعد من المنائر المميزة في الموصل. 

كما يحتوي الجامع على محراب غني بالزخارف والكتابات القرآنية، ممّا يعكس براعة الفن المعماري الإسلامي.

يعتقد أن النبي يونس مدفون في هذا الموقع، على الرغم من وجود آراء تاريخية تشير إلى أن هذا ليس مرقده الحقيقي، ومع ذلك يظل الجامع مقصدا للزوار والمصلين، حيث يعتبر مكانا للتعبد والتبرك.

في 24 يوليو 2014، تعرض جامع النبي يونس للتفجير على يد تنظيم داعش الإرهابي، ممّا ألحق به أضرارا جسيمة. 

ورغم مرور سنوات على هذا الحدث، إلا أن آثار الدمار ما زالت واضحة، ممّا يعكس حجم الخسارة التي تعرض لها هذا المعلم التاريخي.

يعد جامع النبي يونس شاهدا على تاريخ مدينة الموصل العريق، ومثالا على العمارة الإسلامية التقليدية. 

ينتظر من الجهات المعنية العمل على إعادة إعمار الجامع، لإعادة إحياء هذا المعلم الديني والثقافي المهم، واستعادة دوره كمركز للعبادة والتجمع الاجتماعي في المدينة.

سد الموصل

سد الموصل هو أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في منطقة الشرق الأوسط.

يقع على نهر دجلة، على بعد حوالي 50 كيلومترا شمال مدينة الموصل في محافظة نينوى. 

افتتح السد عام 1986، ويبلغ طوله 3.2 كيلومترا وارتفاعه 131 مترا.

يعتبر السد مشروعا هندسيا ضخما يهدف إلى توليد الطاقة الكهرومائية وتوفير المياه للري. 

يحتجز السد حوالي 11.1 كيلومتر مكعب من المياه، ممّا يساهم في تزويد مدينة الموصل بالطاقة الكهربائية.

مواقيت الصلاة في مدينة الموصل

اذان المغرب في مدينة الموصل

اقرا أيضا: بغداد .. عاصمة التاريخ والحضارة

مشاركة عبر:
Facebook
LinkedIn
X
WhatsApp
Telegram

اخبار مختارة

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي