الحمى القلاعية في العراق .. أزمة تهدد الثروة الحيوانية والأمن الغذائي

الحمى القلاعية

الحمى القلاعية في العراق

في ظل التحديات الصحية والبيئية التي تواجه العراق، يبرز فيروس الحمى القلاعية كواحد من الأزمات التي تهدد الثروة الحيوانية والأمن الغذائي في البلاد.

هذا المرض الفيروسي شديد العدوى، الذي يصيب الحيوانات ذات الحافر مثل الأبقار والأغنام والماعز.

انتشر بشكل واسع في العديد من المناطق العراقية، مسببا خسائر اقتصادية كبيرة وتأثيرات سلبية على المزارعين الذين يعتمدون على تربية الماشية كمصدر رئيسي للدخل.

الحمى القلاعية ليست مجرد مرض يصيب الحيوانات، بل هي قضية تمس حياة الملايين من العراقيين الذين يعتمدون على المنتجات الحيوانية في غذائهم.

مع ارتفاع حالات الإصابة، أصبحت الحاجة ملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الجهات الحكومية والمنظمات الدولية للحد من انتشار الفيروس وتوفير اللقاحات والعلاجات اللازمة.

في هذا التقرير، سنلقي الضوء على طبيعة فيروس الحمى القلاعية، أعراضه، وطرق انتقاله، بالإضافة إلى تأثيره على الاقتصاد العراقي والجهود المبذولة للسيطرة على الوباء.

اقرا أيضا: الجامعات العراقية .. مراكز علمية تواكب التحديات والتطورات

مرض الحمى القلاعية

مرض الحمى القلاعيه في الابقار

الحمى القلاعية هي مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الحوافر، مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير.

ويعتبر أحد أخطر الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية حول العالم.

ينتج المرض عن فيروس ينتمي إلى عائلة “الفيروسات البيكورناوية”، ويتميز بقدرته على الانتشار السريع بين الحيوانات، سواء عبر الاتصال المباشر أو من خلال الهواء والأعلاف والمياه الملوثة.

تظهر أعراض المرض على شكل:

  • حمى شديدة
  • تقرحات في الفم واللثة
  • وتقرحات على حوافر الحيوانات

ممّا يؤدي إلى:

  • صعوبة في الأكل والمشي
  • انخفاض إنتاجية الحليب.
  • في بعض الحالات النادرة، نفوق الحيوانات وخاصة الصغيرة منها.

على الرغم من أن الحمى القلاعية لا تصيب البشر بشكل مباشر، إلا أن تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي كبير، حيث يؤدي تفشي المرض إلى خسائر فادحة في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية، ممّا يؤثر على الأمن الغذائي وسبل عيش المزارعين.

الحمى القلاعية

أعراض الحمى القلاعية

اعراض مرض الحمى القلاعية عند الاغنام

يتميز هذا المرض بظهور مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الحيوانات المصابة، ويمكن أن تنتقل العدوى بسهولة بين الحيوانات من خلال ملامسة إفرازات الأنف والفم، كما يمكن أن تنتقل من خلال الهواء أو الأدوات الملوثة.

الأعراض الرئيسية للحمى القلاعية تشمل:

  • ارتفاع درجة الحرارة

يعتبر ارتفاع الحرارة أول الأعراض، حيث قد تصل درجة حرارة الحيوان إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، ممّا يسبب إجهادا عاما وفقدانا للشهية.

  • ظهور تقرحات في الفم والحلق

هذه التقرحات تتسبب في صعوبة في الأكل والشرب، ممّا يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحليب في الأبقار، وزيادة الألم وعدم الراحة.

  • ظهور تقرحات على الأقدام

تظهر حبوب أو تقرحات مؤلمة على حواف الأقدام والأرجل، ممّا يؤثر على قدرة الحيوان على الوقوف أو الحركة بشكل طبيعي.

  • تدهور عام في الحالة الصحية

يعاني الحيوان من ضعف عام، قلة النشاط، وتورم في أجزاء مختلفة من الجسم، خاصة في المنطقة المحيطة بالفم والقدمين.

  • الإفرازات المفرطة

تفرز الحيوانات المصابة كميات كبيرة من اللعاب أو المخاط، ممّا يعزز انتقال الفيروس إلى الحيوانات الأخرى.

تفشي الحمى القلاعية في العراق

في فبراير 2025، شهد العراق تفشيا للحمى القلاعية في عدة محافظات، ممّا أدى إلى نفوق مئات المواشي.

أعلنت وزارة الزراعة عن نفوق 654 رأسا من الماشية في مناطق بغداد مثل الوحدة والنهروان والفضيلية وجرف النداف.

كما سجلت إصابات في محافظات أخرى مثل بابل والبصرة وديالى ونينوى وكركوك وواسط.​

أدى تفشي المرض إلى ردود فعل شعبية غاضبة، حيث نظم مربو الماشية احتجاجات في مناطق مثل كوكجلي غرب الموصل، مطالبين بتوفير العلاجات اللازمة وتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها.​

الحمى القلاعية في الموصل

شهدت محافظة نينوى، وبشكل خاص منطقة كوكجلي شرق مدينة الموصل، تفشيا لمرض الحمى القلاعية في الآونة الأخيرة.

أدى ذلك إلى نفوق حوالي 70 رأسا من الماشية وإصابة 230 أخرى.

استجابةً لهذا الوضع، فرضت السلطات المحلية حجرا صحيا على 22 حقلا لتربية الماشية في المنطقة.

بهدف الحد من انتشار المرض وضمان سلامة الثروة الحيوانية.

كما نفذّت الفرق البيطرية عمليات تعفير ورش مكثفة في مناطق الإصابة، بالإضافة إلى متابعة دقيقة لحالات الماشية المتضررة.​

ومع تفاقم الوضع، خرج المربون في منطقة كوكجلي في تظاهرات احتجاجية، مطالبين بالسماح لهم بنقل وبيع مواشيهم المصابة قبل نفوقها، وذلك لتخفيف خسائرهم المالية.

أشاروا إلى أن قرار منع نقل المواشي حال دون بيعها بأسعار مناسبة، ممّا زاد من معاناتهم. في ظل هذه التحديات، تعقد الجهات المختصة اجتماعات موسعة لمكافحة المرض وتقديم الدعم اللازم للمربين المتضررين

الحمى القلاعية هل تصيب الإنسان

في اتصال مباشر وخاص لقناة عراق الحدث بالسيد محمد الخزاعي المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة لبرنامج صوت شعب، حسمت وزارة الزراعة في العراق الجدل حول انتقال مرض الحمى القلاعية إلى الانسان.

وفي سؤال قناة عراق الحدث: هل العراق اليوم تعرض الى حمله منظمه لارباك الوضع العام اما الحدث مجرد فخ اعلامي للتهويل.

أكد الخزاعي أن الاحتمالين موجودات، وإن مرض الحمى القلاعية معروف في العالم منذ اكثر من 200 سنة.

وإن مرض الحمى القلاعية متوطن في العراق منذ اكثر من 90 سنة وبالتالي هو مرض لا ينتقل الى الانسان باي حاله من الحالات.

وقال المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة أن المختصين من الاطباء البيطريين في وزاره الصحة أكدوا أن لا خطر على الانسان في هذا المرض.

وقال الخزاعي نحن نطمن المواطن العراقي بان هذا المرض تحديدا مرض الحمى القلاعية لا يشكل خطرا على صحه الانسان ولا ينتقل الى الانسان باي حال من الاحوال وبالتالي لا مخاطره في استهلاك اللحوم او استهلاك الحليب او مشتقات الحليب.

محمد الخزاعي المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة: نطمن المواطن العراقي بان مرض الحمى القلاعية لا يشكل خطرا على صحه الانسان ولا ينتقل الى الانسان باي حال من الاحوال وبالتالي لا مخاطره في استهلاك اللحوم او استهلاك الحليب او مشتقات الحليب.

الحمى القلاعية في كردستان العراق

الحمى القلاعية في اربيل

في تحقيق لفريق قناة عراق الحدث، تم تسليط الضوء على الإجراءات التي اتخذتها حكومة إقليم كردستان لمكافحة انتشار الحمى القلاعية في مناطق الإقليم.

ووفقا لما أكده السيد هيمن سيد مراد، مدير الثروة الحيوانية العامة في إقليم كردستان، فإن الإجراءات الاحترازية هي السبيل الوحيد لمنع وصول الفيروسات المسببة للأمراض التي تهدد قطعان الماشية والابقار والجواميس.

وأوضح مراد أن هذه الفيروسات تنتقل بشكل أساسي من خلال المنافذ الحدودية التي تربط الإقليم بدول الجوار.

وأضاف مراد أن المنافذ الحدودية مع سوريا كانت من أبرز النقاط التي شهدت حركة نشطة لتمرير الماشية واللحوم الحمراء إلى الداخل العراقي عبر إقليم كردستان.

وكذلك المنافذ الحدودية مع إيران، والتي كانت تشهد كذلك تدفقا للماشية، ممّا يزيد من التحديات أمام مكافحة المرض.

وأكد أن السيطرة على هذه المنافذ وتنفيذ تدابير وقائية صارمة يعد أمرا بالغ الأهمية في حماية الثروة الحيوانية في الإقليم من الأمراض المعدية التي قد تؤثر على الاقتصاد المحلي وصحة المواطنين.

وتستمر جهود وزارة الزراعة والموارد المائية في إقليم كردستان لمتابعة الوضع بشكل مستمر عبر دوائرها المعنية بالثروة الحيوانية.

بهدف الحد من تأثيرات الحمى القلاعية وضمان سلامة قطعان الماشية في المنطقة.

استجابة الحكومة

شكل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لجنة تحقيقية ضمت مختصين في الطب البيطري والثروة الحيوانية، وذلك للتحقيق في أسباب انتشار المرض واتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتوائه.

كما أعلنت وزارة الزراعة عن اتخاذ تدابير فورية، مثل أخذ عينات من الحيوانات المصابة، رش الحظائر، تقديم الأدوية المناسبة، ومنع نقل الحيوانات بين المحافظات لمدة 14 يومًا.​

في 2 مارس 2025، أعلنت وزارة الزراعة العراقية عن القضاء على بؤر الحمى القلاعية الرئيسية في البلاد، مشيرة إلى عدم تسجيل أي إصابات جديدة بين المواشي.

وأكدت أن المرض لا ينتقل إلى الإنسان من خلال استهلاك اللحوم أو الحليب، ولا يشكل خطرا على صحة المستهلك.​

اقرا أيضا: مقبرة وادي السلام.. أكبر مقبرة في العالم الإسلامي

التحديات والاتهامات

رغم الجهود الحكومية، ظهرت تحديات تتعلق بتوفير اللقاحات اللازمة لمكافحة المرض بسبب تكلفتها العالية.

كما ظهرت اتهامات حول احتمال دخول حيوانات مصابة إلى العراق عبر استيراد غير مشروع، ممّا أثار تساؤلات حول وجود مؤامرة تستهدف الحكومة قبيل الانتخابات.​

في هذا السياق، كشف مصدر مطلع عن وصول باخرة أفريقية تحمل نحو 2400 عجل مصاب بمرض الحمى القلاعية إلى العراق، دخلت بعد تزوير أوراقها بأنها من منشأ يمني وخالية من المرض.

هذه الشحنة كانت ممنوعة من دخول دول أخرى مثل مصر وتركيا والأردن، ممّا يثير تساؤلات حول كيفية دخولها العراق.​

التأثير الاقتصادي والاجتماعي

أدى تفشي المرض إلى خسائر اقتصادية كبيرة للمربين الذين يعتمدون على تربية الماشية كمصدر دخل رئيسي.

في منطقة كوكجلي غرب الموصل، نفوق حوالي 4,000 رأس من العجول، ممّا دفع المربين إلى الاحتجاج على قرار منع نقل المواشي المصابة إلى مناطق أخرى.​

كما أثرت الأزمة على الأمن الغذائي، حيث شهدت الأسواق ارتفاعا في أسعار اللحوم الحمراء بسبب انخفاض العرض.

التطمينات الصحية

أكدت الجهات الصحية أن الحمى القلاعية لا تنتقل إلى الإنسان من خلال استهلاك اللحوم أو الحليب، ولا تشكل خطرا على صحة المستهلك.

وركزت الجهود على تطويق المرض ومنع انتشاره إلى مناطق جديدة.​

اقرا أيضا: الجامعات العراقية .. مراكز علمية تواكب التحديات والتطورات

مشاركة عبر:
Facebook
LinkedIn
X
WhatsApp
Telegram

اخبار مختارة

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي