افتتاح جامع النوري الكبير
في حدث تاريخي بارز، أعادت مدينة الموصل افتتاح جامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء في 1 سبتمبر 2025، بعد أكثر من 8 سنوات على تدميرهما خلال معارك تحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
الجامع، الذي يعد من أقدم مساجد المدينة وأهم معالمها التاريخية، شهد عملية إعادة إعمار استمرت نحو 6 سنوات، بإشراف منظمة اليونسكو وبدعم مالي من دولة الإمارات العربية المتحدة بلغ 50 مليون دولار ضمن مبادرة “إحياء روح الموصل”.
هذا الحدث يُعتبر ليس فقط استعادة لمعالم المدينة التاريخية، بل أيضًا رسالة أمل وتعايش للعالم، تؤكد أن إرادة الحياة أقوى من الدمار.
الجدول الزمني لتاريخ جامع النوري الكبير في الموصل
السنة | الحدث التاريخي |
---|---|
1172م | بناء جامع النوري الكبير في الموصل على يد السلطان نور الدين زنكي، مع تشييد المئذنة الحدباء. |
2014م | تنظيم داعش الإرهابي يسيطر على الموصل ويستخدم الجامع منبرا لإعلان “الخلافة”. |
2017م | تفجير الجامع والمئذنة الحدباء من قبل تنظيم داعش الإرهابي أثناء معركة تحرير الموصل. |
2019م | انطلاق مشروع إعادة إعمار الجامع بإشراف اليونسكو وتمويل إماراتي ضمن مبادرة إحياء روح الموصل. |
2025م | افتتاح جامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء رسميا في 1 سبتمبر بحضور رسمي ودولي. |
تاريخ جامع النوري
يعد جامع النوري الكبير في الموصل واحدا من أقدم وأهم المعالم التاريخية في المدينة، إذ تم بناؤه في القرن الثاني عشر الميلادي على يد السلطان نور الدين زنكي.
تميز الجامع بمئذنته المائلة، “الحدباء”، التي أصبحت رمزا شهيرا للمدينة وعُرفت بشكل مميز على مستوى العالم.
يعد الجامع ثاني أقدم مسجد في الموصل بعد الجامع الأموي، وكان له دور كبير في الحياة الدينية والثقافية في المدينة.
في عام 2014، استخدمه تنظيم داعش الإرهابي منبرا لإعلان “الخلافة”، ممّا أضاف إلى رمزيته في التاريخ المعاصر.
في 2017، قام تنظيم داعش بتفجير الجامع والمئذنة أثناء انسحابه من المدينة، في محاولة منه لطمس معالم الموصل التاريخية.
بعد سنوات من الدمار، عادت جهود إعادة بناء الجامع، ما يشير إلى إرادة الشعب الموصلية في الحفاظ على إرثهم الثقافي والديني.
اقرا ايضا: محافظة البصرة .. القلب الاقتصادي للعراق والمنفذ البحري نحو الخليج
إعادة إعمار جامع النوري الكبير .. تحديات وإنجازات
بدأت جهود إعادة إعمار جامع النوري الكبير في الموصل في عام 2019، بتعاون بين الحكومة العراقية ومنظمة اليونسكو، وبتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة بقيمة 50 مليون دولار.
استغرقت أعمال الترميم أكثر من ست سنوات، تم خلالها التركيز على استعادة المعالم التاريخية بدقة عالية.
كانت التحديات كبيرة، بدءا من إزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها داعش، وصولا إلى التدمير الكبير الذي لحق بالبنية المعمارية للجامع.
تم جمع 26 ألف قطعة من الحجارة الأصلية لإعادة استخدامها في بناء الجامع، كما تم الكشف عن المصلى القديم والعديد من المرافق الدينية التاريخية التي كانت مخفية تحت الأرض.
المشروع لا يعكس فقط إعادة بناء الحجر، بل إعادة بناء الهوية الثقافية والدينية للمجتمع الموصل، ممّا يجعل الجامع أكثر من مجرد مكان عبادة، بل مركزًا ثقافيًا ومتنفسًا سياحيًا.
افتتاح جامع النوري الكبير .. رسالة أمل للعالم
في 1 سبتمبر 2025، أُعيد افتتاح جامع النوري الكبير في الموصل بحضور رسمي من مختلف الشخصيات السياسية والدينية.
ترأس الحفل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي أكد أن هذا الافتتاح يمثل انتصارا على الإرهاب، مشيرا إلى أن الجامع عاد ليكون رمزا لصمود المدينة.
كما شارك في الحفل نائب مدير اليونسكو، شينج كو، الذي أثنى على إعادة بناء الجامع والمئذنة الحدباء، مؤكدا أنها تمثل نموذجا للتعاون الدولي في مجال الحفاظ على التراث.
الحدث شهد أيضا حضور شخصيات دينية وثقافية من داخل وخارج العراق، ما يعكس تلاحم المجتمع الدولي في مواجهة التحديات.
إعادة الافتتاح لم تكن مجرد إعادة بناء مكان مقدس، بل كانت تجسيدا للأمل والتعايش، حيث أكد الجميع أن الموصل قد استعادت مكانتها كمركز ثقافي وديني، ينبض بالحياة والتجدد.
اقرا ايضا: أزمة المياه في العراق .. الأسباب والتداعيات والخرائط القادمة للعطش
رمزية المئذنة الحدباء .. من الخلافة المزعومة إلى الوحدة
مئذنة الحدباء الشهيرة، التي كانت في يوم من الأيام رمزا للخلافة المزعومة من قبل تنظيم داعش، أصبحت اليوم رمزا للتسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع العراقي.
بعد أن تم تدمير المئذنة في معركة تحرير الموصل، فإن إعادة بنائها تعكس التحول الكبير الذي شهدته المدينة، التي تخطت مرحلة العنف والتطرف لتصبح رمزا للوحدة والتعايش.
العديد من السكان المحليين يعبرون عن شعورهم بالفخر بإعادة هذه المعلمة التاريخية، التي كانت هدفا للدمار.
حسين عباس، أحد سكان الموصل، قال: “الحدباء اليوم تمثل الأمل، وهي تذكرنا بأننا قادرون على النهوض رغم كل الصعاب”.
اليوم، لم تعد المئذنة مجرد معلم معماري، بل أصبحت رمزا للسلام والوحدة بين الجميع، وهو ما يعكس الروح الجديدة التي تميز المدينة اليوم.
الإشادة الدولية والتطلعات المستقبلية للموصل
لاقى مشروع إعادة إعمار جامع النوري الكبير إشادة دولية واسعة، حيث اعتبرت اليونسكو والعديد من الدول هذا المشروع نموذجا للتعاون المثمر بين الحكومات والمنظمات الدولية.
ويعكس الدعم المالي من دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيمة 50 مليون دولار، التزام المجتمع الدولي بالحفاظ على التراث الثقافي في المناطق المتضررة.
من المتوقع أن يعزز افتتاح الجامع من حركة السياحة الثقافية إلى مدينة الموصل، ممّا يساهم في إعادة تنشيط الاقتصاد المحلي.
يعد المشروع أيضا خطوة مهمة نحو تعزيز السلم الاجتماعي في المدينة، حيث يقدم الجامع الجديد منصة للتعايش بين كافة الأطياف.
في المستقبل، من المرجح أن يسهم هذا المشروع في جعل الموصل وجهة سياحية هامة، تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وتجسد قدرة المدينة على النهوض والتجديد بعد سنوات من التدمير.
اقرا ايضا: خور عبد الله .. القصة الكاملة
دلالات إعادة إعمار جامع النوري الكبير
البعد | الأثر |
---|---|
الثقافي | استعادة هوية الموصل التاريخية والحفاظ على أحد أهم معالمها التراثية. |
الاجتماعي | تعزيز روح التعايش والوحدة بين مكونات المجتمع بعد سنوات من الانقسام. |
الاقتصادي | إنعاش قطاع السياحة الثقافية وخلق فرص عمل جديدة مرتبطة بالخدمات حول الجامع. |
السياسي | رسالة للعالم بأن العراق تجاوز مرحلة الدمار والإرهاب نحو الاستقرار. |
الديني | إعادة الجامع إلى دوره كمكان للعبادة والتعليم الديني في المدينة. |
الأسئلة الشائعة
في 1 سبتمبر 2025، بعد 8 سنوات من تدميره.
دولة الإمارات العربية المتحدة بتمويل قدره 50 مليون دولار ضمن مبادرة “إحياء روح الموصل”.
تمثل رمزا للوحدة والأمل في العراق