القادة الإيرانيون المستهدفون في العدوان الإسرائيلي على إيران

الحرب الإيرانية الإسرائيلية

القادة الإيرانيون كانوا في قلب الاستهداف الإسرائيلي فجر الثالث عشر من يونيو/حزيران 2025، حين شنّت تل أبيب ضربات جوية غير مسبوقة على طهران، أصابت منظومات عسكرية ونووية حساسة.

الهجوم، الذي وصفته طهران بـ”العدوان الغادر”، أودى بحياة رموز بارزة من الصف الأول، بينهم قادة كبار في الحرس الثوري وعلماء نوويون.

ورغم حجم الخسائر، خرج المرشد الأعلى علي خامنئي برسالة حاسمة: “المسيرة لن تتوقف… والخلفاء جاهزون”.

ايران وإسرائيل

يمتد الصراع بين إيران وإسرائيل لأكثر من أربعة عقود، منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.

التي أعلنت موقفًا عدائيا صريحا من الدولة العبرية واعتبرتها “كيانا غاصبا”.

تصاعد التوتر تدريجيا ليشمل ملفات متعددة، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، ودعم طهران لفصائل المقاومة المسلحة في لبنان وفلسطين.

من جانبها، تنظر إسرائيل إلى إيران كتهديد وجودي، وتبنت منذ سنوات استراتيجية “الردع الوقائي”، التي تشمل اغتيال علماء نوويين، وضرب منشآت حساسة، والضغط دوليًا لعرقلة المشروع النووي.

وقد شهدت السنوات الأخيرة حروب ظل، وعمليات استخباراتية متبادلة، بلغت ذروتها في ضربات يونيو/حزيران 2025 التي استهدفت قيادات عليا في الحرس الثوري.

ونستعرض في هذا المقال تطورات مواجهة ايران مع العدو الصهيوني وبخصوص الاستهدافات الاسرائيلية التي طالت العديد من “القادة الإيرانيون”.

اللواء حسين سلامي

اللواء حسين سلامي

ولد اللواء حسين سلامي عام 1960 في ضواحي مدينة كلبايكان التابعة لمحافظة أصفهان وسط إيران، وبدأ مسيرته الأكاديمية بدراسة الهندسة الميكانيكية في العاصمة طهران.

غير أن التحولات الكبرى التي شهدتها البلاد في أعقاب الثورة الإسلامية وسرعان ما تبعتها الحرب العراقية الإيرانية (1980–1988)، دفعت به إلى الانخراط في صفوف الحرس الثوري.

حيث سطع نجمه بسرعة في أوساط المؤسسة العسكرية الإيرانية، وعد من أهم “القادة الإيرانيون”.

خلال سنوات الحرب، شغل سلامي عدة مناصب ميدانية وقيادية.

حيث تولى قيادة تشكيلات ومقرات في الجبهتين الغربية والجنوبية، سواء في المجالات الجوية أو البحرية، مما منحه خبرة عملياتية واسعة وساهم في تعزيز مكانته داخل الحرس الثوري.

وفي عام 1992، أطلق سلامي مشروعا استراتيجيا تمثل في تأسيس “جامعة القيادة والأركان” المعروفة باسم “دورة دافوس” في طهران، بهدف تأهيل الكوادر العسكرية العليا.

تولى رئاستها حتى عام 1996، ثم انتقل إلى منصب نائب رئيس عمليات هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري حتى عام 2005، وهو المنصب الذي شكل نقطة تحول مهمة في مسيرته العسكرية.

لاحقا، أُسندت إليه قيادة القوة الجوية التابعة للحرس الثوري حتى عام 2009.

ليعين بعدها نائبا للقائد العام للحرس الثوري، وهو الموقع الذي شغله لمدة عشر سنوات.

تخللتها أدوار إضافية أبرزها عضويته في الهيئة التدريسية بجامعة الدفاع الوطني، وتوليه منصب مساعد مدير التنسيق في الحرس الثوري بالنيابة بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2018.

وفي أبريل/نيسان 2019، أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، قرارا بتعيينه قائدا عاما للحرس الثوري، مانحا إياه رتبة “لواء”.

وبذلك أصبح سلامي ثامن شخصية تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الحرس الثوري، في وقت حساس داخليا وإقليميا.

وفي اليوم ذاته، فرضت الإدارة الأميركية عقوبات على عدد من كبار القادة في الحرس الثوري.

كان على رأسهم اللواء حسين سلامي، في إطار تصعيد متبادل بين واشنطن وطهران بشأن سياسات إيران الإقليمية وبرنامجها النووي.

اقرا ايضا: الألغام في العراق .. خطر مستمر يهدد الأرواح ويعرقل التنمية

اللواء محمد باقري

اللواء محمد باقري

يعد اللواء محمد حسين باقري المعروف أيضا باسم محمد حسين أفشردي من أبرز القادة العسكريين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

حيث ساهم خلال العقود الأربعة الماضية في صياغة العقيدة العسكرية والأمنية الإيرانية، سواء في ميادين القتال أو غرف العمليات الاستخباراتية.

ولد باقري عام 1958 في إيران، وينتمي إلى عائلة ذات جذور عسكرية بارزة، وهو من أبرز “القادة الإيرانيون”.

فهو الشقيق الأصغر لحسن باقري، أول رئيس لاستخبارات وعمليات الحرس الثوري، الذي قتل خلال الحرب العراقية الإيرانية، والتي كان لمحمد باقري دور فاعل فيها منذ انخراطه في صفوف الحرس الثوري عام 1980.

بعد اضطراره لترك دراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة البوليتكنيك نتيجة إغلاقها إبّان “الثورة الثقافية”.

لم تمنعه ظروف الحرب من مواصلة مساره الأكاديمي، فحصل لاحقا على درجة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة “تربية مدرس”.

كما شغل موقعا أكاديميا بتدريسه في “الجامعة العليا للدفاع الوطني”، وهي واحدة من أبرز المؤسسات المعنية بتأهيل القيادات العليا في إيران.

تراكم الخبرة والقيادة الميدانية

طوال فترة الحرب العراقية الإيرانية، تولى باقري مهام ميدانية واستخباراتية، وراكم خبرة عسكرية كبيرة، لا سيما في المناطق الغربية والشمالية الغربية.

حيث كان له دور بارز في مواجهة الحراك الكردي المسلح عقب الثورة الإسلامية.

وخاصة في العمليات التي استهدفت قواعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وحزب كومله الكردي في الجبال الحدودية بين إيران والعراق.

تقلد باقري مناصب قيادية عدة داخل المؤسسة العسكرية، من بينها رئاسة استخبارات وعمليات القوات البرية، ورئاسة استخبارات مقري “كربلاء” و”خاتم الأنبياء” – الذراع الهندسية للحرس الثوري.

وفي عام 2008، رقي إلى رتبة لواء.

بين عامي 2002 و2014، شغل منصب نائب رئيس قسم الاستخبارات والعمليات في هيئة الأركان العامة.

حتى أصدر المرشد الأعلى علي خامنئي في 28 يونيو/حزيران 2016 قرارا بتعيينه رئيسا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، خلفاً للواء حسن فيروز آبادي.

لم يكن باقري بعيدا عن مرمى العقوبات الغربية. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات تتعلق بدعوى تورطه في عمليات وهجمات في لبنان والأرجنتين.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، فرضت كندا عقوبات إضافية عليه بدعوى “تورطه في انتهاكات لحقوق الإنسان”، شملت تجميد أصوله ومنعه من دخول أراضيها.

وفي السياق نفسه، أدرجه الاتحاد الأوروبي ضمن قائمة العقوبات لدوره في تزويد روسيا بطائرات مسيرة استخدمت في الحرب على أوكرانيا.

كما لحقت به سويسرا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، بعد اتهامه بدعم العمليات العسكرية الروسية.

اللواء غلام علي رشيد

اللواء غلام علي رشيد

يعد اللواء غلام علي رشيد من أبرز القادة الإيرانيون والقيادات العسكرية الإيرانية ذات البصمة الميدانية والاستراتيجية.

إذ برز اسمه بقوة خلال الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988) بوصفه أحد العقول العملياتية التي ساهمت في إدارة المعارك وتنظيم الجبهات.

ولد رشيد عام 1953 في مدينة دزفول الواقعة شمالي الأهواز، جنوبي غربي إيران، في منطقة لطالما شكلت مركزا لتجنيد وإعداد الكوادر العسكرية في البلاد.

يحمل رشيد خلفية أكاديمية متميزة، إذ نال درجة الماجستير في الجغرافيا السياسية من جامعة طهران، ثم واصل دراسته ليحصل على الدكتوراه في المجال ذاته من جامعة “تربيت مدرس”.

ما منحه قدرة على الجمع بين التخطيط الجغرافي العميق والرؤية الاستراتيجية للعمليات العسكرية.

التحق بالحرس الثوري الإيراني في بدايات تأسيسه، وتسلم منصب نائب شؤون المعلومات والعمليات في مسقط رأسه دزفول.

ليتحول لاحقا إلى أحد الأركان الميدانية البارزة في الحرب ضد العراق.

وكان له دور فاعل في عدة عمليات حاسمة، أبرزها “عملية خيبر” عام 1984، التي تميزت بتأسيس “مقر خاتم الأنبياء”، وهو أعلى هيئة تنسيقية بين الجيش الإيراني والحرس الثوري، ولا يزال يُعد حتى اليوم مركز التخطيط الاستراتيجي الأول للعمليات الكبرى.

صعود متسارع في الهيكل العسكري الإيراني

ومع انتهاء الحرب، واصل رشيد صعوده داخل المؤسسة العسكرية، متوليا مناصب رفيعة في صلب صنع القرار الدفاعي الإيراني، باعتباره من أهم “القادة الإيرانيون”.

فقد شغل منصب مساعد العمليات في الأركان المشتركة للحرس الثوري بين عامي 1986 و1989.

ثم أصبح مساعداً للمعلومات والعمليات في الأركان العامة للقوات المسلحة من 1989 إلى 1999، في فترة شهدت إعادة هيكلة القوات المسلحة وتطوير بنيتها الاستخباراتية واللوجستية.

في عام 1999، تم تعيينه نائبا لرئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، وهو موقع احتفظ به طيلة 17 عاما، ما يعكس الثقة الكبيرة التي حظي بها من القيادة العليا، وعلى رأسها المرشد الأعلى علي خامنئي.

وفي عام 2016، تولى رشيد منصب قائد “مقر خاتم الأنبياء المركزي”، ليكون بذلك على رأس أهم هيئة عملياتية عسكرية تنسق الدفاع الاستراتيجي بين مختلف تشكيلات القوات المسلحة الإيرانية، وهو المنصب الذي بقي فيه حتى عام 2025.

ينظر إلى اللواء غلام علي رشيد على أنه من أبرز العقول العسكرية التي ساهمت في صياغة عقيدة الردع الإيرانية.

وواحد من مهندسي التنسيق بين الحرس الثوري والجيش النظامي، في منظومة طالما اتسمت بالتنافس الحذر، قبل أن تتحول إلى شراكة عملياتية مركبة بفعل تحديات الداخل والإقليم.

اقرا ايضا: المدرسة المستنصرية .. صرح علمي يروي تاريخ بغداد

العميد محمد كاظمي

العميد محمد كاظمي من ابرز القادة الإيرانيون

يعد العميد محمد كاظمي واحدا من أكثر الأسماء غموضا وتأثيرا داخل المنظومة الأمنية الإيرانية، وهو من أهم القادة الإيرانيون لا سيما في جهاز استخبارات الحرس الثوري.

حيث بنى سمعته كرجل الظل الذي يتعقب الاختراقات والولاءات المزدوجة داخل أكثر المؤسسات حساسية في البلاد.

ولد كاظمي عام 1957 في مدينة سمنان الواقعة شرقي العاصمة طهران.

وبدأ مسيرته الأمنية في ثمانينيات القرن الماضي بانضمامه إلى “اللجان الثورية”، التي تشكلت في أعقاب الثورة الإسلامية لمواجهة ما اعتبر آنذاك تهديدات من قوى معارضة داخلية.

وقد أُلحقت تلك اللجان لاحقًا بوزارة المخابرات الإيرانية، مما أتاح له التدرج داخل الجهاز الأمني الرسمي للدولة.

برز اسمه بشكل لافت في أواخر تسعينيات القرن العشرين، حين كلف بكشف شبكات التجسس داخل وزارة المخابرات عقب تفجر ما عرف بـ”سلسلة الاغتيالات” التي طالت مثقفين وكتابا إيرانيين، واتهم فيها عناصر من داخل الوزارة.

أظهر كاظمي صرامة في التحقيقات التي أفضت إلى محاكمات داخلية، ومنحته وسائل الإعلام المحلية لقب “صائد الجواسيس”.

لاحقاً، انتقل إلى الحرس الثوري الإيراني وتقلد مناصب بالغة الحساسية، شملت قيادة وحدة “حماية المعلومات”، ووحدة “الإشراف على شؤون قادة ومسؤولي الحرس”.

بالإضافة إلى رئاسته “منظمة حماية الاستخبارات”، وهي الجهة المسؤولة عن كشف ومحاربة التجسس داخل صفوف الحرس.

وفي يوليو/تموز 2022، صدر قرار بتعيينه رئيسا لجهاز استخبارات الحرس الثوري، خلفا لحسين طائب، في خطوة فسرها مراقبون بأنها محاولة لإعادة هيكلة الجهاز وتكثيف الرقابة الداخلية بعد سلسلة اختراقات أحرجت الأجهزة الأمنية الإيرانية.

رغم المناصب الرفيعة التي شغلها، ظل كاظمي بعيدا عن الأضواء، ولم تنشر له سوى صور معدودة، كما لم تعرف عنه تفاصيل شخصية كثيرة، ما عزز صورة “الرجل الصامت” الذي يتحرك من وراء الستار.

فريدون عباسي دوائي

فريدون عباسي دوائي - من ابرز القادة الإيرانيون

يعد الدكتور فريدون عباسي دوائي من أبرز وجوه البرنامج النووي الإيراني، حيث جمع بين المسار الأكاديمي الرفيع والانخراط العميق في الجهاز العسكري الإيراني.

ما جعله هدفا مباشرا لمحاولات الاغتيال في قلب الحرب السرية بين طهران وتل أبيب.

ولد عباسي في 8 سبتمبر/أيلول 1958 بمدينة عبادان جنوب غرب إيران، في بيئة شهدت مبكرا الحرب والاضطراب.

ليتجه لاحقا إلى دراسة الفيزياء، ويحصل على الدكتوراه من جامعة “الشهيد بهشتي”، قبل أن ينخرط منذ عام 1978 في صفوف الحرس الثوري الإيراني.

حيث بدأ مسيرة طويلة مزج فيها بين العلم والعمل الأمني في واحد من أكثر الملفات حساسية: الملف النووي.

خلال سنوات عمله، تقلد عباسي مناصب علمية وتنفيذية بارزة، من بينها رئاسة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في الفترة ما بين 2010 و2014، خلال عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد.

حين عُين أيضا نائبا لرئيس الجمهورية، في وقت كانت فيه طهران تخوض مفاوضات مريرة مع القوى الكبرى حول تخصيب اليورانيوم وعقوبات دولية متصاعدة.

إلى جانب موقعه في المنظومة النووية، شارك عباسي في الحرب العراقية-الإيرانية.

وهو يحمل رتبة عميد في الحرس الثوري، وقد لعب أدواراً متعددة داخل جهازه، ما منح مشروع إيران النووي بعداً أمنياً واستراتيجياً يتجاوز الجهد البحثي التقليدي.

ورغم حضوره المحدود إعلاميا، فإن عباسي لم يكن بعيدا عن دوائر القرار السياسي.

حيث فاز بمقعد برلماني في الدورة الـ11 ممثلاً عن دائرة كازرون وكوهجنار، وطرح اسمه في سياق الانتخابات الرئاسية ورئاسة البرلمان، إلا أن تلك الطموحات لم تتحقق.

أكاديمياً، عمل أستاذا للفيزياء في عدد من الجامعات الإيرانية البارزة، بينها جامعة شيراز، وجامعة الإمام الحسين التابعة للحرس الثوري، وجامعة فردوسي في مشهد، والجامعة الصناعية أمير كبير، واشتهر بكونه من “الصف الأول” في السلك العلمي النووي الإيراني.

لكن عباسي لم ينجُ من استهداف إسرائيل لعلماء البرنامج النووي.

ففي عام 2010، تعرض لمحاولة اغتيال خطيرة في طهران إلى جانب العالم مجيد شهرياري، نجا منها بأعجوبة بعد إصابته بجراح بالغة، وتعرض زوجته لإصابة كذلك.

تلك العملية، التي نفذت بأسلوب اغتيالات متقنة بواسطة قنابل مغناطيسية ألصقت بسيارته، زادت من رمزيته داخل إيران، واعتبرته القيادة “شهيدا حيا” وواجهة للصمود في وجه الاستهداف الإسرائيلي.

حتى آخر مناصبه، كان يشغل عباسي رئاسة قسم الفيزياء في جامعة الإمام الحسين، وهي المؤسسة الأكاديمية التابعة للحرس الثوري، والتي تُعتبر مركز إعداد النخبة العلمية والعسكرية في البلاد.

في سجل فريدون عباسي دوائي، تتداخل السياسة والعلم والاستخبارات في قالب واحد، ما يجعله أحد أكثر الشخصيات تعقيداً وتأثيراً في مسار المشروع النووي الإيراني خلال العقدين الأخيرين.

ويعد من أهم “القادة الإيرانيون” في المجال النووي الإيراني.

محمد مهدي طهرانجي

محمد مهدي طهرانجي - من ابرز القادة الإيرانيون

يعد الدكتور محمد مهدي طهرانجي من أبرز العلماء النوويين في إيران، وشخصية محورية في إعادة هندسة البنية الأكاديمية والعلمية الإيرانية في العقدين الأخيرين.

حيث لعب أدوارا رئيسية في تطوير الجامعات ومؤسسات البحث العلمي، فضلا عن صلاته الوثيقة بمراكز القرار في البرنامج النووي الإيراني.

ولد طهرانجي عام 1965 في العاصمة طهران، وتدرّج علميا في حقل الفيزياء، إذ نال البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الفيزياء من جامعة الشهيد بهشتي، قبل أن يكمل دراسته العليا في الخارج.

حصل على درجة الدكتوراه من معهد الفيزياء والتكنولوجيا في موسكو، وشارك في برنامج بحثي في المركز الدولي للفيزياء النظرية بمدينة ترييستي الإيطالية، وهو أحد أبرز مراكز الفيزياء النظرية في العالم.

مع عودته إلى إيران، انطلق في مسيرة أكاديمية لافتة، بدأت بمنصبه كمساعد للتخطيط والشؤون التنفيذية في كلية العلوم بجامعة الشهيد بهشتي (1998-1999)، ثم رئيسا لقسم الفيزياء بجامعة “بيام نور” خلال الفترة نفسها.

إلا أن تأثيره الأكبر ظهر بين عامي 1999 و2007، حيث أسهم في تأسيس عدد من المراكز المتخصصة بجامعة الشهيد بهشتي، من بينها معهد أبحاث الليزر وكلية التقنيات الحديثة، في خطوة جسدت اهتمام إيران بتعزيز قاعدتها التكنولوجية والعلمية.

برز أيضا في الأوساط العلمية من خلال عضويته في مجلس إدارة الجمعية الإيرانية للبصريات والفوتونيك (2009-2013)، وهي جهة متخصصة بتقنيات توليد الضوء وتطبيقاته.

وتولى في عام 2010 رئاسة اللجنة التخصصية للعلوم الأساسية بالمجلس الأعلى للعلوم والبحث والتكنولوجيا، ما وضعه في قلب عملية صياغة السياسة العلمية الوطنية.

من قيادة البحث العلمي إلى رئاسة أبرز الجامعات الإيرانية

في عام 2012، تولى رئاسة جامعة الشهيد بهشتي، إحدى أعرق الجامعات الإيرانية، واستمر في المنصب حتى عام 2016.

وخلال تلك الفترة، عمل على تطوير المناهج، وتوسيع الشراكات البحثية، وتعزيز البنية التحتية العلمية، في سياق كانت فيه الجامعات الإيرانية تشهد تعبئة علمية دعماً للبرنامج النووي وتكنولوجيا الطاقة.

لاحقا، عين عضوا في مجلس أمناء جامعة آزاد الإسلامية عام 2018، وهي أكبر مؤسسة تعليم عالٍ غير حكومية في البلاد.

قبل أن يتولى رئاستها في العام التالي، ويشرف كذلك على فرعها في محافظة طهران، ليصبح أحد أهم القياديين في قطاع التعليم العالي الإيراني.

على الرغم من خلفيته الأكاديمية البحتة، يصنف طهرانجي ضمن العقول العلمية الداعمة للمشروع النووي الإيراني.

إذ مثلت مؤسساته فضاءً لتأهيل الكوادر العلمية والتقنية، وتطوير الأبحاث التي تُستخدم مزدوجة الاستخدام في المجالات النووية والليزرية.

يعرف طهرانجي برصانته الأكاديمية وانخراطه العميق في تطوير التعليم العلمي في إيران، وقلما يظهر في وسائل الإعلام، لكنه يعد في دوائر صنع القرار من أبرز العقول المؤثرة في ملف إيران النووي من بوابة المؤسسات التعليمية.

اقرا ايضا: معدل البطالة في العراق يواصل الارتفاع .. وملايين الشباب بلا عمل

القادة الإيرانيون العسكريون المستهدفون في الضربات الإسرائيلية على إيران – يونيو 2025

الاسمالمنصب/الدور الأساسيتفاصيل الاستهداف
اللواء محمد باقريرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحةقتل في الضربة الجوية يوم 13 يونيو 2025
اللواء حسين سلاميالقائد العام للحرس الثوري الإيرانيقتل في الضربة الجوية يوم 13 يونيو 2025
اللواء غلام علي رشيدقائد “مقر خاتم الأنبياء” للتنسيق العملياتي الاستراتيجيقتل في الضربات الجوية يوم 13 يونيو 2025
اللواء أمير علي حاجي زادهقائد سلاح الجو الفضائي في الحرس الثوريقتل في نفس الضربة الجوية
اللواء علي شادمانيقائد مقر “خاتم الأنبياء” المركزياغتيل في 17 يونيو 2025
العميد مهدي ربّانينائب رئيس العمليات في هيئة الأركاناستُهدف وقتل في 13 يونيو 2025
العميد محمد كاظميقائد جهاز استخبارات الحرس الثوريقتل في 15 يونيو 2025

العلماء النوويون الإيرانيون المستهدفون في الضربات الإسرائيلية – يونيو 2025

الاسمالتخصص / الدور العلميتفاصيل الاستهداف
د. فريدون عباسي دوائيفيزيائي نووي – رئيس سابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانيةقتل في الضربة الجوية يوم 13 يونيو 2025
د. محمد مهدي طهرانجيعالم فيزياء – رئيس جامعة آزاد الإسلاميةقتل خلال الضربات الجوية على منشآت أكاديمية
د. سعيد برجيعالم نووي متخصص في أجهزة الطرد المركزياستهدف وقتل في منشأة بحثية بطهران
د. أحمد رضا زلفغاري داريانيأستاذ هندسة نووية بجامعة شهيد بهشتيقتل في الضربات الجوية يوم 13 يونيو 2025
د. أمير حسين فقهیفيزيائي نووي – نائب مدير منظمة الطاقة الذرية وأستاذ جامعيقتل خلال الهجمات الجوية
د. محمد مهدی طهرانچیأستاذ فيزياء ونائب سابق برئيس جامعة الشهيد بهشتيقتل ضمن سلسلة الهجمات الجوية
د. منصور عسغريخبير فيزيائي مختص بالمفاعلات النوويةقتل خلال الضربة
د. علي بَخوي كاتيريميمهندس ميكانيكي مرتبط بالبرنامج النوويقتل جراء الاستهداف
د. عبد الحميد مينوشهرمهندس نووي – رئيس قسم الهندسة بجامعة شهيد بهشتياستهدف في الهجمات الجوية

الجدول الزمني للعدوان الإسرائيلي على إيران واستهداف “القادة الإيرانيون” – يونيو 2025

التاريخالحدث
13 يونيو – 02:30 فجرابدء الضربات الجوية الإسرائيلية على أهداف عسكرية ونووية في طهران ومحيطها.
13 يونيو – صباحاالإعلان عن مقتل كبار القادة العسكريين: محمد باقري، حسين سلامي، غلام رشيد.
13 يونيو – بعد الظهرتأكيد مقتل عالم الفيزياء النووية فريدون عباسي، واستهداف منشآت أكاديمية.
14 يونيوتقارير عن استهداف مراكز بحثية في أصفهان وكرج، ومقتل عدد من العلماء النوويين.
15 يونيواغتيال العميد محمد كاظمي، قائد استخبارات الحرس الثوري، في ضربة دقيقة بطهران.
17 يونيومقتل اللواء علي شادماني، قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي، في عملية نوعية منفصلة.
18–20 يونيوتحركات دبلوماسية إيرانية وبيانات متفرقة عن نية “الرد الحتمي” من الحرس الثوري.

مشاركة عبر:
Facebook
LinkedIn
X
WhatsApp
Telegram

اخبار مختارة

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي